Allemagne flag l'Ambassade du Allemagne en Tunis

Adresse1, Rue el Hamra
Mutuelleville - Tunis (Belvédère)
Tunisie
Téléphonelocal: 7178.6455
international: +216.7178.6455
Faxlocal: 7178.8242
international: +216.7178.8242
Site Webhttp://www.tunis.diplo.de
Formulaires de visa Online Schengen visa application

» Puis-je visiter Allemagne sans visa?

Commentaires au sujet de cette l'Ambassade

kahlaoui mustapha
Sat, 14 Aug 2010 12:14 EDT
قال لي ابني بعد ان رفض مطلب التأشيرة التي قدمها في سفارة المانيا بتونس وذلك لزيارة خالته
والتي وعدته عندما يتحصل على معدل فوق 18-20
ترسل له شهادة سكن لقضاء 15يوما في المانياومبلغ مالي 2000أورو
قال سامحني يا ابي
اردت ان أبول على علم سفارة المانيا بتونس ثم تراجعت
قلت لماذا يا بني
قال
أخاف أن يقع ماء بولي على أرض تراب بلدي تونس الخضراء ولكن
سأواصل تعليمي وسأذهب الى المانيا قلت للسياحة قال
لا بل لأبول عليهم في عقر دارهم
كلاب يكرهونا
kahlaoui mustapha tel 98 82 44 33
Sat, 14 Aug 2010 11:59 EDT
يا شباب المانيا تكرهكم
عنوان الكتاب : الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ: رؤية حضارية جديدة
المؤلف : عبد الوهاب محمد المسيري
الناشر : دار الشرق الأوسط
المدينة : القاهرة
السنة : 1997



لقد مضت مائة عام على المؤتمر الصهيوني الأول، فيها قامت الدولة النازية وفيها أسقطت بعد حرب ضروس، وقامت في أعقاب ذلك الدولة الصهيونية وهي تسعى - الآن- لفرض إرادتها عن طريق ربط مصيرها بمصير المشروع الإمبريالي في المنطقة. ولئن كانت الإبادة النازية ليهود أوربا هي تعبير صادق عن روح الحضارة الغربية، كما أثبت الدكتور المسيري، فإن المشروع الصهيوني قد تمَّثل تلك الروح وعبر عنها في ملحمة تشابك المصالح وتآلف الرؤى واتحاد الخيال الجمعي وتجسد ذلك كله في الدولة الصهيونية.

ويبدو لأول وهلة أن لا صلة البتة بين النازية والصهيونية سوى العداء المتبادل. لكن القول: بائتلاف الجذور الفكرية وإثبات التعاون المتبادل بينهما لحل مشكلة يهود أوربا، أمرٌ يبدو في غاية الغرابة.

من خلال دراسة عميقة وشاملة لمعنى الإبادة في الحضارة الغربية وتحليل حدث إبادة يهود أوربا على يد الدولة النازية وفهم الظاهرة في إطارها الحضاري الغربي، نجح المسيري في بيان منطقية فكرة الإبادة في نسق الحضارة الغربية وخطل القول الشائع بان الإبادة "مجرد جريمة ارتكتبها الألمان على وجه الخصوص ضد اليهود وحدهم" (ص11)، وكذلك التخليط والتعمية المركبة التي تجنح إليها كثير من الأدبيات الغربية والصهيونية على وجه الخصوص حينما تحول الإبادة إلى أيقونة تشير إلى ذاتها وتستحيل إلى سر يعجز العقل عن إدراكه.

بين الصهيونية والنازية

يحاول هذا الكاتب الانتقال من مستوى السرد السياسي للأحداث إلى مستوى النماذج التفسيرية للظواهر الحضارية المعقدة، لا شك أن مثل هذه المحاولة أمر مطلوب للنفاذ من خلال ركام المعلومات المتولدة من حمأة الصراع السياسي اليومي إلى مستوى أعمق في فهم الظواهر الحضارية. وهذا بالطبع يعيننا على فهم الآخر بصورة أكثر موضوعية، ويتيح لنا كذلك مساحات أوسع لفهم أنفسنا إزاء الآخر.

لذلك مثله مثل أي محاولة تسعى لشق طريق جديد وغير مألوف تجد صاحبه يركب المناهج ويستحدث الآليات البحثية حتى يتسنى له بيان أطروحة، أو إعادة فهم حدث في إطار أوسع وأشمل. "فحدث إبادة النازية ليهود أوربا" يثير إشكاليات حضارية وأخلاقية تتصل بصميم الحضارة الغربية، والذهول عن ذلك بجعل الأمر كله متصلا بألمانيا الحركة النازية فيها يفسد فهم الظاهرة ويوقعنا في أسر الرؤية الصهيونية التي تسعى لتوظيف الحدث لأغراضها الخاصة، والتي ليس من صاحلها نهوض وعي يكشف الأبعاد الحقيقية لذلك الحدث، ويعري الصهيونية ويجعلها والنازية توأمين لأب واحد، هو الحضارة الغربية. إذا فالمنهج الذي استخدمه المسيري يرفض منطق مراكمة المعلومات والحقائق ورصها في إطار سردي وتجميعي مباشر، ويدعو إلى دراسة الظواهر التاريخية الحضارية من خلال نماذج تفسيرية. ومثل هذه النماذج تعين على فهم الغايات النهائية التي تحدد سلوك الإنسان وتزوده بالمعايير الأخلاقية والأسس الحضارية، وذلك بالطبع لا يجعل من الإنسان آلة صماء، ولكنه يكيف سلوكه ضمن إطار يتيح له إمكانات الفعل الحضاري. وقد حاول المسيري عرض إشكالية الصلة بين النموذج الغربي المهيمن ومسألة الإبادة النازية لليهود، مبينا كيف أن ذلك يجلي لنا بعمق واحدة من خصائص الحضارة الغربية المتعلقة بالفصل التام بين الأخلاق والعلم، فالعلم التجريبي فيها منبت عن قيم الأخلاق والضمير، ولذلك أفرزت هذه الحضارة ظواهر ذرائعية غريبة تركز على عقلانية الإجراءات والوسائل، ولا تُعنى بعقلانية الهدف الذي قامت تلك الوسائل لإنجازه.

وقد ذهب المسيري إلى أبعد من ذلك في بيانه لهذا التزواج الفريد بين العقلانية واللاعقلانية في الحضارة الغربية من حيث إن الحضارة الغربية الحديثة هي نتاج حركة التنوير العقلانية والحركة الرومانسية المعادية للتنوير.

ولا شك أن النظر إلى الصلة بين الصهيونية والنازية بهذه الكيفية يثير كثيرا من الإشكالات والقضايا التي تجعلنا نعيد النظر في كثير من "الثوابت" التي تحاول الحضارة الغريبة وأبواق الدعاية الصهيونية بثها وجعلها من الأمور البدهية التي لا جدال حولها. والحال كذلك فإن محاولة المسيري في الربط بين الصهيونية والنازية في إطار أطروحة نهاية التاريخ يجعلها مخالفة لـ"ثوابت" النظر الغربي، تلك "الثوابت" التي بُنيت عبر شبكة من الدعاية وتكثيف الرؤى حتى عاد الخروج عليها أمرا يحتاج إلى حساسية فائقة وصبر في لملمة شتات الدليل لإعادة بناء الصورة الصحيحة وعدم الدخول في مناوشات جانبية تعمي عن الهدف الأساسي.

هذه الجرأة في العرض تقتضي آليات بحثية جديدة ومنطقا فريدا يعين على استقصاء الحقائق والمعلومات من السياقات التي اتخذتها الحضارة الغربية والصهيونية على وجه التحديد، لإعادة تركيب الحدث التاريخي لخدمة الدعاية الصهيونية. وهذا ما جعل المسيري يبتكر ما أسماه "بالتوثيق المضاد" (ص16، وص 295، 296)، فهو لم يكتشف وثائق جديدة لبيان تعاون الصهيونية أو بعض الجماعات اليهودية مع النازية، وإنما نظر في الكم الهائل من المعلومات المتوافرة لدينا، وهي معلومات صيغت ضمن نموذج تفسيري مضلل. وقد أعمل المسيري ملكته التحليلية الفذة في تحرير هذه المعلومات من نموذجها التفسيري، ثم قام بصياغتها ضمن نموذج تفسيري جديد، أكثر رحابة وأقل تحيزا، مما جعل تلك المعلومات أكثر اتساقا وتعبيرا عن روح الحضارة الغربية.

وهناك آلية أخرى جديرة بالانتباه والتحرير في هذا المقام، أشار إليها المسيري في بحثه القيم، وهي أهمية الوعي بتشابك مستويات الحضارة الغربية، والوعي بذلك يقتضي أن يلم الباحث بأدوات ومعلومات يقصر عنها الأكاديمي المتخصص، ولكنها تتاح لباحث موسوعي رحب في نظره للظواهر الحضارية، فالتشابك بين الأدب والمسرح والسياسة والاجتماع والاقتصاد والتاريخ والسينما والعلم الطبيعي، التشابك بين كل هذه المعارف والنظر إليها في إطار نسيج جامع يحتاج إلى موسوعية وقدرة عالية لفهم تجليات الكل في الجزء. وقد بيّن المسيري ذلك ودلل عليه بطريقته في صياغة حجة الكتاب الأساسية دون أن ينبه القارئ إلى ذلك الأمر صراحة.

إذا فالتوثيق المضادّ والنظر الموسوعي العميق قد يسرا على المسيري تحقيق قدر من الموضوعية في إثبات صحة أطروحته الأساسية في أهمية النظر إلى ظاهرة الإبادة النازية لليهود ضمن نموذج تفسيري حضاري معرفي، ليفضي كل ذلك في نهاية الأمر إلى فهم أعمق للصلة بين النازية والصهيونية ومسألة نهاية التاريخ، في إطار فهم عميق للحضارة الغربية الحديثة وطرائقها في التعبير عن نفسها إزاء الآخر. وهل ثمة فرق بين نظر الحضارة الغربية لجريمة أوشفتز وجريمة دير ياسين أو مذبحة بيروت؟ هذه الأسئلة الحيوية تجد لها إجابات أكثر إقناعا وتماسكا من الإجابات المعهودة.

والكتاب بذلك حصيلة تأملات عميقة في قضايا الصهيونية والنازية ودعاوى نهاية التاريخ في الحضارة الغربية منظورا إليها وفق نهج حضاري معرفي. وقد امتدت هذه التأملات منذ أوائل السبعينيات في سلسلة من الدراسات أنجزها المسيري في كتابه نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني، ثم في كتابه في بداية الثمانينيات الأيديولوجية الصهيونية: دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة (من جزأين). ولعل الدراستين هما امتداد لنفس الاتجاه في محاولة فهم الظاهرة الصهيونية والنازية في سياق أوسع هو الحضارة الغربية وتاريخها الفكري. من ذلك يتضح امتداد الاتجاه في محاولة فهم الظاهرة الصهيونية والنازية وفكرة نهاية التاريخ. بالطبع لم يبتكر المسيري هذا الأمر ولكن بدأت إرهاصات مثل هذا النظر في الربط بين النازية والحضارة الغربية في الفكر الغربي نفسه منذ مطلع الستينيات كما أثبت المسيري حيث اتجه النظر إلى تحليل الظاهرة النازية في مستواها الحضاري لكن تلك المحاولات كانت دائما في إطارها الحضاري الكلي. وحينما تتابعت الدراسات فيما بعد أسقطت من الحسبان إمكانية الربط بين النازية والإمبريالية أو الصهيونية. ولعلَّ الدراسات العربية كما بيّن المسيري أفضل حالا في الوعي بالجانب السياسي المباشر كما هو في دراسة أبي مازن: الوجه الآخر: العلاقات السرية بين النازية والصهيونية، أو دراسة على محافظة: العلاقات الألمانية الفلسطينية، من إنشاء مطرانية القدس البروتستانينية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية 1841-1945.

ولا شك أن دراسة المسيري قد طورت أطروحة جديدة وطريقة جديدة في النظر لم يغفل المسيري بيان التاريخ الشخصي لتلك الأطروحة ووضعها في سياقها التاريخي الذي أدى إلى تطويرها وصياغتها في شكلها النهائي لبيان محورية فكرة نهاية التاريخ في بنيات الفكر النازي والصهيوني، معا وبيان ارتباط كليهما بالسياق الحضاري الغربي بصورة تؤكد صعوبة الفصل بينهما وبين سياقهما الحضاري. فالصهيونية والنازية هما ناتج طبعي لتطور الفكر الحضاري الغربي، ويصعب على الدارس تفسير ظهورهما خارج ذلك السياق. صحيح أن المسيري قد توصل إلى هذه النتيجة الخطيرة في الربط بين النازية والصهيونية بعد طول بحث وتأمل وتوسيع لدائرة النظر في الانتقال من الخاص إلى العام ومحاورة العام، بمفهوم خصوصيات الاهتمام التي ولّدها الصراع السياسي المباشر، ثم اختراع النماذج التفسيرية التي تعين على إدراك معنى الخاص في العام، وتساعد على تفسير جملة من الأحداث التي تبدو لأول وهلة متناثرة ومفككة يعوزها السياق الجامع. فإن كان ثمة فائدة وراء طريقة السرد والتفكيك والترتيب والتحقيق والتوثيق المضاد ثم بيان النموذج التفسيري والتاريخ الشخصي لاختراع ذلك النموذج التفسيري، فإنها تكمن في أننا إزاء مؤلف يبين لنا طريقته في صياغة حجته ولا يكتفي بالإشارة إلى ما جعله ينشئ نص كتابه، وإنما يبدي تلك المسوغات والظروف النفسية والتاريخية التي صاغت المؤلف نفسه وتركت أثرها واضحا في حجة النص الأساسية.

من هنا ينتقل المسيري إلى قضية مهمة، وهي كيف يمكن أن نقرأ هذا الكتاب الذي يحتوي على أربعة فصول وملحق هو عبارة عن تفصيل وشرح للأطروحات النظرية والمنهجية الأساسية. يرى المسيري أنه يمكن قراءة الملحق أولا، وبذلك "ينتقل من العام إلى الخاص، أو من دراسة النموذج إلى دراسة الحالة" (ص19). ولعل الملحق علاوةٌ على النص الأساسي للكتاب، لكنك لا تستطيع أن تفهم أطروحات المسيري - في التسعينيات- حول كثير من القضايا إن لم تنظر في ذلك الملحق، على الرغم من أن الدراسة قائمة بذاتها نصا متكاملا، إلا أن الملحق هو بمنـزلة مقدمة لازمة "لعالم المسيري الاصطلاحي". وقد كتب بكيفية فيها تكثيف وتحقيق أفضل بكثير من الكتابة الموسوعية التعريفية بتلك المصطلحات بسبب أن الرابط بين جملة تلك المصطلحات والمفاهيم في إطار الملحق هو محاولة لمساعدة القارئ على الدخول في عالم المسيري الاصطلاحي، وكذلك محاولة صياغة مفاهيم واصطلاحات جديدة تعين على فهم ظواهر فكرية داخلها كثير من التشويش والتخليط بسبب الغرض وصراع المصالح، وبسبب أننا في العالم الإسلامي ضحايا لإمبريالية المصطلحات التي كثيرا ما تسعى لسلبنا حق التعبير والفهم لذواتنا إزاء الآخر. فإن كان الأمر كذلك فالملحق ضروري لفهم الدراسة، وربما يرى بعضهم أن التأمل في تلك المصطلحات هو الذي أنتج الدراسة -باعتبارها حالة نموذجية- أو هو خاص بعالم عبر عنه المسيري في الملحق. لكننا نقول: إن جدليات العام والخاص ليست بهذه البساطة، فالمسيري كاتب موسوعي، لكن موسوعيته ليست السعي لمجرد السرد فقط، وإنما هو صاحب موقع في الحضارة العربية الإسلامية وصاحب موقف من الصراع العربي الإسرائيلي. فكل ذلك يجعل من الموسوعية في تفكيره وإنتاجه الفكري موسوعية نماذج تفسيرية، وليست موسوعية تجميع. وذلك لا شك يجعل الانتقال من الملحق (العام) إلى متن الدراسة (الخاص) ليس مجرد انتقال من عام إلى خاص، وإنما انتقال من عام له خصوصيته الفكرية إلى خاص يمكن أن يعمم بوصفه نموذجا تفسيريا لدراسات أخرى في قضايا.

قضايا رئيسة

يحتوي هذا الكتاب على أربعة فصول وملحق، فضلا عن المقدمة وقائمة المصادر والمراجع، وتقديم الكتاب كتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل. أما المقدمة والمراجع والملحق فتمثل الكيفيات التي على أسسها صيغ متن هذا الكتاب من حيث مادته وطريقة التوثيق فيها، وهي مهمة نموذجه التفسيري ومصطلحاته ومفاهيمه.

أما تقديم الكتاب الذي تولاه الأستاذ محمد حسنين هيكل فهو افتتاح طيب واعتراف متبادل للفضل في فهم الصراع العربي الإسرائيلي وإدارته.

وأخيرا فإن إهداء الكتاب إلى رجاء جارودي بعد استئذانه في هذا الشأن لهو أمر فيه اعتراف بفضل جارودي وبأهمية قراءة هذا الكتاب باستصحاب أطروحات جارودي في كتابيه حوار الحضارات، والأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية كما بين المسيري. كل هذا الزخم قبل الدخول في عرض قضايا الكتاب الرئيسة له معنى واحد هو أنه كتاب في غاية التعقيد بسبب أصالة أطروحته الأساسية ومفارقتها للشائع في فهم الصلة بين النازية والصهيونية في إطار فكرة نهاية التاريخ في الحضارة الغربية.

يعالج الفصل الأول قضية الإبادة النازية ليهود أوربا، ويحاول أن يضعها في سياقها الحضاري الغربي العام. فبعد أن يحلل المسيري جملة المصطلحات التي استخدمت للتعبير عن ظاهرة الإبادة في اللغات الأوربية وفي اللغة العبرية والظلال المختلفة التي اتخذها مفهوم الإبادة هذا، ينتقل إلى بيان أهمية النظر إلى المصطلح بأنه في الأصل "الإبادة النازية ليهود أوربا"، وهذا المصطلح بهذه الكيفية له قدرة تفسيرية أفضل من مصطلح "الهولوكست" ومصطلح "شواه"، وكذلك مصطلح "الحل النهائي".

ويقول المسيري: "أما مصطلحنا فقد حدد الظاهرة النازية من حيث هي ظاهرة أوربية داخل سياق التاريخ الألماني الأوربي" (ص 24)، وكذلك فإن وصف الظاهرة بهذه الكيفية يضمر معنى الإشارة إلى أقليات أخرى شملتها تلك الإبادة.

إن هذا الاتجاه من المسيري في تعريف ظاهرة الإبادة جعله يضعها في سياق يفيد في فهمها والتعبير عنها في مجال حضاري حاول التنصل منها لأسباب سياسية مؤقتة، وقد أعيد إنتاجها ضمن تعمية سياسية قصد منها إخفاء معالم جريمة تضع الحضارة الغربية أما مأزق إنساني خطير.

لإثبات ذلك تتبع المسيري أولا المعالم الرئيسة للحضارة الغربية في فهمها للشخصية الإنسانية، ولموضع القيم وموضع الآخر من ذلك النسق، وكيف أن الجماعة اليهودية على مر العصور في الحضارة الغربية كان ينظر إليها بوصفها جماعة وظيفية تتم "حوسلتها" دائما ضمن أنساق معرفية من كونها "الشعب الشاهد" عند الكنيسة الكاثوليكية، أو أداة استغلال فائض القيمة عند النبلاء، أو عندما ظهرت الفكرة البروتستانتينية اليهودية تفهم ضمن نسق العقيدة الألفية الاسترجاعية. لكن المسيري يرجّح أن العنصر الحاسم في ظهور نـزعة الإبادة في الغرب "هو الرؤية الغربية الحديثة للكون"، وهي رؤية يصفها بأنها "مادية واحدية (حلولية كمونية) تعود جذورها إلى عصر النهضة في الغرب" (ص 26). ثم يبين لنا التدرج التاريخي الذي مرت به هذه الرؤية إلى أن وصلت مرحلة العلمانية الشاملة التي فصلت بين الإنسان والمرجعية المعيارية الغائيّة، فصار الإنسان جزءا من الطبيعة المادية، وصارت الفلسفة التي تحكمه فلسفة مادية نفعية تجرده من معاني الأخلاق والمسؤولية. وحيال هذه النظرة للإنسان أصبح من الممكن تقسيم البشر إلى "سوبرمن" إمبرياليين يتحكمون في البقية من "السبمن" الذين بطبعهم يذعنون لكونهم أدوات طيعة في يد "السوبرمن". ومن ثم يكون القانون الوحيد المتحكم في هذه العلاقة هو قانون القوة، وعليه تسقط كل القيم الأخلاقية الميتافيزيقية وتصبح هذه الفلسفة الإمبريالية الأداتية هي المسوغ لشبكة العلاقات التي يمكن أن تنشأ بين البشر. والأمر الذي يفضي إلى النظر إلى البشر "بمنظور مدى نفعهم وفائدتهم ويترتب على ذلك تصنيف البعض بعدم النفع والفائدة وبذلك يصبح هؤلاء عبارة عن فائض بشري تدعو الضرورة العقلية إلى التخلص منهم دون الإحساس تجاههم بأي نوع من التعاطف بسبب أن الأمر كله مرتبط بهذا القانون الموضوعي الجامد (اللاإنساني) الذي ينبثق من هذه الرؤية المادية الواحدية. ثم يورد المسيري بعض العناصر التي ساعدت على بروز هذا الاتجاه في الحضارة الغربية ابتداءً يتصاعد معدلات "المشيحانية العلمية" ومرورا بظهور الأيديولوجيات العلمانية الشاملة مثل الماركسية، والفاشية، وانتهاءً بجملة من النـزعات التجريدية في مستوى المؤسسات، والمجتمع، والدولة المركزية والتي أدت في نهاية الأمر إلى تذويب الشخصية الإنسانية وتجريدها من قيمها الأخلاقية المطلقة وإدراجها في حالة من السيولة النسبية، أي تفكيك الشخصية الإنسانية ونـزع الصفة الإنسانية منها وتحويلها إلى مادة محضة قابلة إلى "الحوسلة"، وتلك هي "قمة العلمنة الشاملة والتفكيك الكامل" (ص 26).

ويربط المسيري هذا التطور في المصطلحات في التعبير عن الشخصية الإنسانية بمصطلح "نهاية التاريخ"، على أساس أنه في نهاية التاريخ يتم التحكم التام في الإنسان وفي كل شيء، وينتهي الإنسان باعتباره ذلك الكائن الذي يحتل مركز الكون الطبيعي ويتحول إلى شيء من أشياء الطبيعة يمكن "حوسلته". ويذهب المسيري إلى أن هذا التطور الخطير في النظر إلى الإنسان هو الذي جعل الإبادة إمكانية هائلة في التحقق. وبالطبع فهذا يقوّي من منطق الضرورة المنطقية أو الحتمية في الربط بين الإبادة وهذه الرؤية الواحدية المادية الشاملة.

والعقيدة النازية نتاج طبعي لهذا التطور القومي والتجريدي لمفهوم الدولة. وعليه فإن النتيجة المنطقية لتلك العقيدة النازية هي ظاهرة الإبادة التي لم تكن موجهة ضد اليهود وحدهم، ولكنها ضد تلك الطوائف التي تقف في طريق تنفيذ مثل الحلولية الوثنية كما تجسدت في الدولة الألمانية.

أما الفصل الثاني فهو أهم فصل في الكتاب إذ يعالج فيها بعض إشكاليات الإبادة النازية ليهود أوربا ويعرض هذه الإشكاليات في محاور ثلاثة:

أولها: إشكالية انفصال القيمة الأخلاقية والغائية الإنسانية.

وثانيها: إشكالية الحل النهائي ومؤتمر فانس.

وثالثها: إشكالية ملاحقة مجرمي الحرب النازيين.

وقد يبدو لأول وهلة أن لا صلة بين هذه الإشكاليات الثلاث، ولكن بالتدقيق في ذلك نجد أن انفصال القيمة الخلقية عن الفعل الإنساني وتجاهل أهمية الغاية الخلقية والتركيز على الفعالية جعل الحديث عن الحل النهائي والتصفية الجسدية ومعسكرات الاعتقال والسخرة أمرا ممكنا مهما كان مدلول الحل النهائي، ومن ثمّ صارت إشكالية ملاحقة مجرمي الحرب من النازيين بعد مرور أكثر من خمسين عاما لها معنى عند الحركة الصهيونية التي توظف فكرة أن الإبادة كانت موجهة ضد الشعب اليهودي فحسب، وأن الشعوب التي قاتلت في صف ألمانيا في الحرب العالمية الثانية والألمان هي كذلك مسؤولة عما حصل. وكل ذلك في النهاية يضفي نوعا من الشرعية على الوجود الصهيوني في فلسطين.

إذا هذه المستويات الثلاث لإشكالية الإبادة تجعلنا ننتقل من المستوى الذي عبر عنه في مؤتمر فانس وطبقت مقرراته فيما بعد، وأخيرا ندرك كيف تعاملت الحركة الصهيونية من منطق يتسق مع محاولة توظيف الإبادة لإضفاء الشرعية على الوجود الصهيوني في فلسطين.

ثم يقوم الكاتب في الفصلين الثالث والرابع باستنطاق الدلائل التي تثبت صحة حجته الأساسية في الصلة بين اليهود والصهاينة من جهة والنازيين من جهة أخرى، ليبين أن هذه الصلة كانت صلة تعاون على مستوى الجماعات وعلى مستوى المعاهدات وعلى مستوى الشخصيات. وقد أفاض في ذلك بصورة خاصة في الفصل الثالث الذي خصصه لبيان أشكال التعاون بين النازيين والصهاينة. أما في الفصل الرابع فقد حاول المسيري بيان المعاني التي اتخذتها الإبادة في الوجدان الغربي ابتداءً من متاحف الإبادة في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، حيث تم إنشاء متحفين للإبادة في واشنطن ولوس أنجلس، مما جعل متحف "يادفاشيم" بإسرائيل واحدا من جملة المتاحف، وليس المزار الوحيد.

وعلى الرغم من أن قيام متاحف أخرى خارج إسرائيل لتخليد هذه الذكرى يُعدّ انتصارا للحركة الصهيونية في إسرائيل، إلا أنه في الوقت ذاته يُعدّ تعبيرا واضحا عن تعدد مراكز القوى في الحركة الصهيونية نفسها وعدم انسجامها في شأن التعبير عن مسألة الإبادة. وقد أفاض المؤلف كثيرا في وصف هذه المتاحف والمعاني الرمزية التي اتخذتها في المعمار ثم انتقل بعد ذلك إلى تحليل فيلم "أئمة شندلر" الحائز على جائزة الأوسكار، ليعْبر من ثمَّ إلى مناقشة الرؤى الجديدة للإبادة في كتابات بريموليفي وجيرزس كوزنسكي، ثم محاكمة هتلر في رواية جورج ستايز، ثم لاهوت موت الإله ولاهوت التحرير. وفي كل الموضوعات السابقة يحاول المؤلف بيان التحولات التي حدثت في الوعي الغربي في النظر إلى قضية الإبادة وصلتها بالدولة الصهيوينة، وهي تحولات زعزعت مفهوم أن الدولة اليهودية تمثل المطلق الذي يجب أن يلتف حوله الشعب اليهودي.

ومن خلال المتابعة الدقيقة والرصد المتأني لتحوّلات معنى الإبادة في الوجدان الغربي المظاهر المختلفة التي اتخذتها تلك التحوّلات، يثبت الكتاب خطل الرؤية الصهيونية وتراجع نظراتها حول مسألة الإبادة على مختلف الأصعدة، خاصة بعد أن كشفت الانتفاضة الفلسطينية الوجه الحقيقي للصهيونية ولدولة إسرائيل. وينعكس ذلك المعنى على محاولة إعادة إنتاج قضية الإبادة نفسها وفهمها كما أرادت أن تصورها الأدبيات الصهيونية المختلفة. إذا فالفصلان الثالث والرابع يتضمنان محاولة لرصد ظاهرة الإبادة وتحليلها، وبيان موقف اليهود والصهاينة منها، وإثبات مباركة قطاعات كبيرة من اليهود والنازيين لها وتعاونهم فيها. ففي الفصل الثالث ملاحظة دقيقة لتداعيات مسألة الإبادة ومراقبتها في الوجدان الغربي، ومحاولة تقديم فهم متماسك للحدث الذي حاولت الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل احتكار فهمه وتوظيفه، ولكن ذلك لم يحظ بالنجاح المطلوب بسبب اكتشاف هذا الأمر وتعدد مراكز إعادة إنتاجه وفهمه وتوظيفه.

قضية الإبادة

ونظرا لأهمية الفصل الثاني - كما أسلفت- فإننا سنؤثره بمساحة أكبر لأنه يحتوي على عرض لقضية الإبادة من خلال الإشكالات التي تثيرها والتي تثير أيضا جملة من القضايا الفلسفية العميقة التي تواجه الحضارة الغربية بكليتها.

من أولى الملاحظات الجديرة بالاهتمام مسألة تحييد المصطلح التي أفلح فيها الفكر النازي بصورة فعالة. وعليه حينما يصنف اليهود بأنهم مرضى نظرا لعدم نقائهم العرقي يصبح من الضروري والعملي إبادتهم شأنهم في ذلك شأن بعض العناصر الألمانية غير النافعة. وعلى ذلك يجب أن تتم الإبادة بأكثر الأساليب فعالية ودون تدخل للعواطف في هذا الشأن. فالأمر يقدر بحسب الفعالية والفائدة التي يمكن أن تجنيها الدولة الألمانية باعتبارها مصدر القيم، ولا يمكن أن تحاكم بقيم أخرى أعلى من القيم التي تنبع من احتياجاتها والتي تبيح لها كل الصلاحيات والأفعال المتاحة، طالما أنها تحقق أهداف تلك الدولة التي ينظر إليها باعتبارها منبع القيم المطلقة. ويبدو هذا الحياد النازي والحس العملي بنحو واضح في "برامج الأرْينة" التي قصد منها استيعاب بعض اليابانيين والسلاف واليهود ضباطا في الجيش الألماني. ويبلغ هذا الأمر مداه في حالة أبرهارد ميلخ: "ومن بين هؤلاء ألفيلد مارشال أبرهارد ميلخ الذي كان نصف يهودي (حسب التعريف النازي) ومع هذا كان يشغل منصب نائب هرمان جورنج قائد السلاح الجوي الألماني والخلف المختار لهتلر" (ص 85). ومن هذه الحالة يبدو واضحا أن الإبادة عند الألمان لم تكن موجهة إلى جنس بعينه، ولكنها كانت موجهة لخدمة مصالح الدولة النازية. ولذلك كانت الجدوى الاقتصادية لمعسكرات الإبادة عالية للغاية، ويمكن أن توصف إدارة تلك المعسكرات بأنها كانت رشيدة وتُعنى بالوسائل الفعالة أكثر من محاولتها فهم المعنى الأخلاقي والغاية والأهداف من وراء ذلك الفعل. وهذا المعنى الغربي لفعالية الوسائل كان سائدا بصورة جلية في تلك المعسكرات التي لم يكن يسمح فيها بالعواطف الإنسانية المتبادلة.

إن الموقف الألماني النازي السابق - كما بيّن المسيري- له مسوغاته وقيمه القائمة على نظام فكري له منطلقاته الخاصة التي هي تطوير منطقي لقيم الدولة القومية ولرؤى الحضارة الغربية ولذلك ذهب بعضهم إلى رفع المسؤولية الخلقية عن أولئك الألمان التنفيذيين الذين كانوا أثناء تطبيق عملية تطبيق الإبادة بمنـزلة أدوات تدين بالولاء المطلق والكامل للدولة. والدولة عندهم هي منبع القيم. وعليه فهم "لا يعيشون في ازدواجية الدين والدولة، أو الأخلاق والدولة، والوطن" (ص 87). ويستدرك المسيري على هذه النظرة التي تفصل الفعل الإنساني من قيمته الأخلاقية قائلا: "ولكن هناك آخرون، ممن يؤمنون بالمطلقات الأخلاقية والإنسانية يذهبون إلى أن الإنسان الفرد كائن حر مسؤول" (ص 87). تلك إذا قضية تحتاج إلى عمق نظر وإلى تحليل يذهب بالفكر العلماني الشامل إلى نهايته المنطقية. فلكل منظومة فلسفية تنكر الميتافيزيقا والثنائيات والمطلقات تقوم على نسبيّة المعرفة ومن ثم كل القيم الأخلاقية، وذلك يعني غياب المرجعية المتجاوزة للأفراد وظهور المرجعية المادية الكامنة، بحيث يصير الإنسان هو مصدر القيمة. ولعل هذا الربط بين العلمانية الشاملة والنسبية الأخلاقية الذي قام به المسيري له مسوغاته المنطقية، وهو قائم على نظر عميق لمآلات الفكر العلماني الشامل، وهو نظر ينتهي إلى أهمية في النظر إلى مسألة الإبادة يجب ألا تنصب حول عدد الضحايا، وإنما المسألة البالغة الأهمية هي: ما المسوغات التي جعلت من الإبادة معطى أخلاقيا مقبولا؟

وينتقل المسيري بعد ذلك إلى مسألة "توظيف الإبادة" من قبل المؤسسة الصهيونية، وذلك من خلال إضفاء معنى صهيوني ضيق عليها بحسبانها "جريمة العصر التي ارتكبها الألمان والأغيار ضد اليهود فحسب" (ص 90)، وذلك من خلال عشرات الأفلام والدراسات والأعمال الفنية التي حشدتها الدعاية الصهيونية لترسيخ ذلك المعنى. ثم من بعد ذلك تجيء التعويضات المالية التي هي في الواقع تعويضات مقابل الآلام التي لحقت باليهود، وهذا يعني تخفيف البعد الأخلاقي في مسألة الإبادة إن لم نقل إلغاءه كلية. إن هذا التركيز على الجانب المادي النفعي في مسألة الإبادة يعني تجريدها من بعدها الأخلاقي وتوظيفها ضمن منظور "نفعي مادي انتقائي محض" (ص90). ولذلك فإن الحركة الصهيونية سعت جاهدة لتوظيف الإبادة في إطار منظومة شاملة تؤدي إلى حتمية هجرة الشعب اليهودي إلى الوطن القومي. بسبب أن الأغيار دائما يتربصون باليهودي الضحية ويقدمونه قربانا على المحرقة. والحل الوحيد لهذه المعاداة الأزلية هو إيجاد وطن قومي لليهود؛ وعليه فإن هذا الوضع المحوري للإبادة في التاريخ اليهودي والموضع الديني الذي تتخذه قد وظف بفاعلية لخدمة الأغراض الصهيونية، وليس صدفة أن يتم الاحتفال بذكرى الإبادة في إسرائيل في الرابع من أيار أي قبل يوم واحد من عيد الاستقلال الذي يقع في الخامس من أيار. وبهذه الصورة نجح المسيري في بيان محورية الإبادة في الوعي الصهيوني والوضع المركزي الذي تتخذه في الأيديولوجية الصهيونية، حيث يعمل الصهاينة جاهدين على "احتكار الإبادة" ويسعون إلى احتكار دور الضحية لليهود وحدهم؛ ولذلك "توحي الأدبيات الصهيونية بأن العالم كله تجاهل اليهود وتركهم يلاقون حتفهم ومصيرهم وحدهم" (ص95). وقد أثبت المسيري أثر الحكومة السوفيتية في إنقاذ بعض اليهود على الرغم من تعاونهم مع الدولة النازية، كما أثبت تحالف بعض الصهاينة مع النازيين. وهذا يعني ضرورة إعادة درس هذه الحقبة من التاريخ، ومنع احتكار المؤسسة الصهيونية لها وذلك بالإجابة عن سؤال: ضد من كانت الإبادة؟ وما الموقف الحقيقي للصهاينة والمؤسسات اليهودية والصهيونية من الدولة النازية أثناء الحرب العالمية الثانية؟

ثم ينتقل المسيري بعد ذلك إلى مسألة "إنكار الإبادة والخطاب الحضاري الغربي"، فيحلل مغزى بعض الدراسات التي تنكر مسألة الإبادة أو تشكك في العدد الذي راح ضحية لها، وكيف أن أجهزة الإعلام الغربي والصهيوني على وجه الخصوص قامت بمهاجمة تلك الدراسات بشدة دون التفريق بين العلمي منها وغير العلمي؛ وعليه صار من اللازم فتح ملف ظاهرة الإبادة ضمن نقاش علمي هادف. وقد أشار المسيري إلى أهمية انتعاش البحث العلمي الهادف وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وصارت وثائقه الخاصة بهذه الحقبة متاحة للبحث والدراسة، ولعل إفادتها في إطلاق سراح "ديمانجوك" بعد إثبات براءته بالنظر في تلك الوثائق مدعاة تحرير تلك الحقبة من آثار الدعاية الصهيونية المكثفة. ويرى المسيري أن مسؤولية الجريمة تخضع لعمليتين متناقضتين:

أولاهما: يتم تضييق نطاق المسؤولية إلى أقصى حد بحيث تصبح هي جريمة الألمان ضد يهود أوربا.

وثانيتهما: يتم توسيع الجريمة إلى أقصى حد لتصبح هي جريمة الأغيار كل الأغيار ضد اليهود كل اليهود.

أما بالنسبة لضحايا تلك الجريمة فإنها كذلك تصبح عمليتين متناقضتين موازنتين للعمليتين السابقتين فأولا: يتم تضييق نطاق جريمة الإبادة لتصبح: جريمة موجهة ضد اليهود وحدهم لا ضد الملايين من غير اليهود، وكأن الغجر والسلاف وغيرهم لم يتعرضوا لجريمة الإبادة كذلك.

وثانيا: يتم تعميم معنى الضحية لتصبح هي اليهودي أينما كان، وليس يهود الغرب فحسب. وعليه فإن هذا التعريف لجريمة الإبادة وبيان موقع الضحية فيها والمسؤول بهذه الكيفية التي يتلاعب فيها بمستويات التعميم والتخصيص ثم ضبط تلك المستويات بما يتفق مع مصالح الغرب اتخذ الغرب بعد ذلك خطوة حاسمة في التعمية حيث قام "بأيقنة" الإبادة "أي جعلها مثل الأيقونة تشير إلى ذاتها حتى لا يمكن التساؤل بشأنها، فهي مصدر المعنى النهائي" (ص 99).

بهذه الكيفية نجح المسيري في تعرية حادثة الإبادة وتفكيكها وإعادة تفسيرها وفق نموذجه التفسيري الذي أثبت قدرته على بيان جوانب متعددة للظاهرة وإدراجها في سياق أكثر معقولية واتساقا مع سياق الحضارة الغربية العام.

ملاحظات على سبيل الحوار

أولا: وبعد مضي أكثر من عشرين عاما على إطلاق إسهامات المسيري في دراسة اليهودية والصهيونية خاصة، ودراسة الفكر الغربي وفهمه على وجه العموم، يحق لنا أن نسأل المسيري عن أهمية تقديم مفاتيح لقراءة إسهاماته العديدة في هذا الصدد. نقول ذلك وفي ذهننا أنه قد نجح في بناء مشروع فكري في دراسة الآخر، كما أدرك قبل غيره أهمية إعطاء القارئ مفاتيح الدخول في عالمه المليئ بالمصطلحات والنماذج التفسيرية. ولعل هذه الكتاب كان مناسبة قيمة لينتبه المسيري لأهمية هذه المفاتيح، فهو قد وجه القارئ لكيفية قراءة هذا الكتاب. وذلك توجيه مفيد لكنه أيضا يظهر أهمية توجيه القارئ لمشروع المسيري ككل بكيفية الانتقال بين كتبه، ولعل ذلك يذكرنا بما فعله الإمام ابن حزم في مقدمة كتاب الإحكام في أصول الأحكام حيث نبه القارئ إلى كيفية الدخول في علم ابن حزم، ولعل ذلك تقليد مفيد ومهم في تجلية كثير من الغموض الذي يحيط بالمشاريع الفكرة الرائدة، إن لم يكن هناك دليل في الدخول في مجالها الفكري.

ثانيا: لا شك أن الحوار مع الآخر ليس هدفا في حد ذاته، ولكنه مقدمة لغرض إنساني نبيل وهو التواصل معه، وبيان القواسم المشتركة بيننا وبينه، والوصول إلى كلمة سواء بيننا وبينه، وعليه تأتي أهمية ترجمة هذا النص إلى الإنجليزية والعبرية حتى تصل الرسالة واضحة إلى ذلك الآخر. ولعل تعرية الصهيونية وبيان خطورتها على اليهود أنفسهم أمر مهم ومفيد في إدارة الصراع مع الدولة الصهيونية، كما أن بيان الدولة الصهيونية على التاريخ الديني اليهودي واليهود الذين كانوا يجدون دائما ملاذا لهم في العالم الإسلامي في محاولات الإبادة التي تعرضوا لها في إسبانيا، ثم ما حدث لهم على أيدي النازيين. كل ذلك يجعل اليهود يعيدون حساباتهم في ربط مصيرهم بالإمبريالية العالمية والحضارة الغربية على وجه العموم. فإن كانت الإبادة ناتجا من نواتج الحضارة الغربية متسقا مع المنطق الداخلي لتلك الحضارة لا أمرا طارئا مارسته الدولة النازية بمعزل عن الضمير الغربي، فإن على اليهود أن يعيدوا النظر في فهمهم لظاهرة الإبادة وأن يراجعوا مواقفهم إزاء الحضارة الغرية حتى لا يفقدوا آخر ملاذ لهم وحتى لا يخربوا بيوتهم بأيديهم.

ثالثا: لا شك أن معنى نهاية التاريخ الذي ارتبط بالفكر الصهيوني والدولة النازية والحضارة الغربية على وجه العموم سبب تشويها كبيرا لهذه الفكرة ذات المعنى والمغزى الديني العميق، فختم تاريخ البشرية معناه حتمية إظهار دين الحق على الدين كله، أي أن للتاريخ معنى يسعى فيه المخلصون لتحقيق غاية الوجود الإنساني. ولكن هذه الفكرة في إطار العلمانية الشاملة قد أحيلت إلى مغزى حلولي كموني مادي، وعليه لا يكفي -فقط- تعرية هذا المصطلح، وإنما تأتي الأهمية في إعادة توظيفه ضمن نسق تفسيري جديد، حتى لا يختلط الحابل بالنابل وتضيع الرؤية الصائبة بسبب التلبيس الذي حدث لها، ومن ثمّ لا بد من تأصيل معنى النهايات ورد القداسة إلى هذا الاصطلاح.

رابعا: يحق لنا أن نسأل عن الموقع المنطقي للنماذج التفسيرية: هل هي مجرد أدوات لا تخضع لمنطق الخطأ والصواب؟ وهل لها قدرة تفسيرية أكبر أم أنها تخضع لمنطق الخطأ والصواب وفق نظام أوسع يوفر نوعا من النسق الداخلي مع نظامها الشامل؟ ويبدو أن المسيري أراد أن يحاكم النسببية من موقع نسبي، ولم يتخذ موقفا كليا واضحا إزاء العلمانية، بينما نجده في أسرار العقل الصهيوني كان أكثر جرأة ووضوحا في هذا الصدد. ويبدو جليا أن النموذج التفسيري الذي يقترحه المسيري لا يمكن أن تُخضع أساسياته لمحاكمات نسبية، لكنه يشتمل على متغيرات يمكن أن تقبل أو ترفض أو تعدل. ولعل ثوابت النموذج التفسيري هي الحد الأدنى المشترك في الحوار، لكن المسيري لسبب أو آخر قد جعل نقاشه في متن الكتاب فيه تخفيف كثير من موقع النموذج التفسيري، بينما في الملحق بيّن بصورة واضحة أهمية النموذج في فهم الواقع والصلة التي يمكن أن تعقد بينهما. وعلى الرغم من أن النموذج ليس هو الواقع إلا أنه أداة جردت من جملة وقائع لا تحصى، وهي ليست وهما أو مجرد أداة تقحم على الواقع، وإنما النموذج هو الذي يعبر عن موقع أخلاقي كلي تدركه الفطرة الإنسانية الفائقة في لحظة صفائها. وعلى الرغم من وضوح هذا المصطلح البالغ الأهمية في الملحق إلا أن المسيري قد قصر في متن الكتاب حال استخدامه لتحليل ظاهرة الإبادة بالوضوح الذي هو عليه في الملحق.

خامسا: لقد نجح المسيري في إثبات تعاون بعض الشخصيات الصهيونية واليهودية، وكذا الحال بالنسبة للمؤسسات الصهيونية واليهودية في التعاون مع النازية أثناء الحرب العالمية الثانية وقبلها، وبين أن ذلك التعاون كان قائما على وحدة في الجذور الفكرية وتطابق في الرؤية، ولم يكن فقط تعاونا مصلحيا وموقوتا. لكن أليس من الممكن -بالمنطق نفسه- أن يكون التعاون الذي حصل بين بعض الشخصيات الإسلامية والعربية مع النازية قد تحرك من الدوافع ذاتها، أم أن المجال الحضاري العربي الإسلامي لا يمكن أن يقبل أفكارا وقيما مثل القيم التي أفرزتها الدولة النازية، وأن قضية الإبادة هذه ظاهرة خاصة بالفكر الغربي الذي عبرت عنه الدولة النازية؟

سادسا: لقد أطلق المسيري صيحة غاية في الأهمية، وهي إعادة النظر في دراسة الظاهرة النازية في صلتها بالصهيونية واليهود خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وفتح وثائقه الخاصة بتلك الحقبة للباحثين. وأكد كذلك أهمية دعم البحث العلمي الرصين لرصد هذه الظاهرة المعقدة وفهمها في تاريخ الحضارة الغربية. لكن المسيري يعرف قبل غيره تشنّج أجهزة الإعلام الغربي إزاء هذا الأمر وحرص الدوائر الصهيونية على "احتكار تفسير ظاهرة الإبادة".
kahlaoui mustapha tel 98 82 44 33
Sat, 14 Aug 2010 11:54 EDT
قرار تقسيم فلسطين


بنشوب الحرب العالمية الثانية في صيف 1939 واجهت الإنسانية وضعا خطيرا، فألمانيا النازية التي جسمت أعنف إمبريالية عرفها التاريخ آنذاك دشنت بهجومها الغادر على بولونيا محاولة السيطرة على أوروبا أولاً والعالم ثانياً:
وبعد فترة من المناورات سميت "بالحرب الصورية"، حاولت خلالها ألمانيا النازية جر فرنسا وبريطانيا وراءها وإخضاعها لمخططاتها بدون حرب، شنت ألمانيا النازية حربها الصاعقة في أوروبا الغربية واحتلت هولندا وبلجيكا والنرويج وفرنسا وبدأت تدق بغاراتها على أبواب بريطانيا التي احتمت وراء البحور التي تحيط بها لتصد الغزوة.
وتسارعت الأحداث وقرر التناقض الإمبريالي من ناحية، ونضال الشعوب والقوى التقدمية ضد النازية من ناحية أخرى، توزيع الدول والشعوب على جبهتي المعركة.
وهكذا وقف محور مكافحة الشيوعية الذي تألف من ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية واليابان العسكرية والعناصر المغرقة في الرجعية في ناحية والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وبريطانيا والشعوب عامة في ناحية مقابلة.لقد وضعت الحرب، الإنسانية، أمام خيار مصيري، فإما أن تستسلم أمام بطش أعنف إمبريالية وحشية عرفها التاريخ حتى ذلك الوقت، وأما أن تقضي على هذه الكتلة الإمبريالية الشريرة فتخط صفحة جديدة من التاريخ بحيث تفيض بممكنات التطور الإيجابي.
لقد أصبحت تلك الحرب الآن جزءا من التاريخ الإنساني ونتائجها الدينامية- بعد هزيمة النازية- تتفاعل مع الأحداث حتى اليوم.
والأمر الهام هنا أن اندلاع الحرب العالمية الثانية أسهم في وقف الطلقات الأخيرة التي حاولت بها الرجعية العربية، المتساوقة مع النازية، الإبقاء على وضع ثوري معاد لبريطانيا في فلسطين.
وهذه الحقيقة على غاية من الأهمية فدعاة الصهيونية والمحافل الإمبريالية في دول غربية عديدة قد نسجوا أسطورة وضعية زعموا فيها أن الشعب العربي الفلسطيني ساند النازية في الحرب العالمية الثانية.
شهيد جنين
29-01-2008, 11:53 PM
وقد اعتمدوا في هذا على أسلوب التزييف الرجعي التقليدي القائم على دفع شعب بأسره بصنيع يقوم به نفر من الزعماء.
صحيح أن مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني انتسب إلى محور النازية وخدم مقاصدها، ولكن الصحيح أيضا أن الشعب العربي الفلسطيني- باعتراف إدارة الانتداب البريطاني- رفض دعوة المفتي للقيام بتمرد واستنكرت صحافته العربية- حتى التقليدية منها- الغارة على تل أبيب التي وقعت آنذاك (تقرير فلسطين للجنة الانجلو- أمريكية 1945-1946 ص60).
واقتربت الحرب في يوم من الأيام إلى فلسطين، حين وصلت القوات الألمانية بقيادة روميل إلى "العلمين" كما أحست بعض المدن مثل حيفا بالحرب أيام الغارات الجوية التي تعرضت لها وخاصة حين بدأت القوات البريطانية والفرنسية الحرة احتلال سوريا ولبنان لانتزاعهما من سيطرة حكومة فيشي الفرنسية المتهاودة مع ألمانيا النازية.
ولكن لم يكتو شعبا فلسطين العربي واليهودي بنار الحرب، وكانت سنوات الحرب سنوات انتعاش اقتصادي كبير بسبب نفقات القوات المسلحة البريطانية الوفيرة التي عسكرت في البلاد وبسبب حاجات المجهود الحرب المتعاظمة التي فرضت على بريطانيا تعديل سياستها القديمة، التي هدفت إلى الإبقاء على البلاد سوقا لسلعها الصناعية، فمكنت الصناعات المحلية من التطور لسد حاجات البلاد.
وكان من الطبيعي أن تستفيد من هذا الوضع على نطاق واسع الصناعية في القطاع اليهودي إذ كانت أكثر تطورا لأنها لم تتعرض إلى القدر ذاته من الضغوط الإمبريالية ومثلت في بعض القطاعات (الأسمنت والزيوت والصابون) تعاونا رأسماليا بين احتكارات بريطانيا ورأسماليين يهود محليين.
ولذلك كانت حصيلة التطور الاقتصادي في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 ازدياد التفاوت بين القطاعين العربي واليهودي بحيث أصبح القطاع اليهودي يحتل مكان الصدارة في حياة البلاد الاقتصادية وبالتحديد في ميداني المال والصناعة.
وحسب تقرير حكومة فلسطين بلغت احتياطات البنوك التي يمتلكها العرب في 1945 9.3 مليون جنيه، في حين بلغت تلك الاحتياطات التي يملكها اليهود 50.3 مليون جنيه .(ص565).
شهيد جنين
29-01-2008, 11:53 PM
أما الأموال المودعة فكانت النسبة 39.3 مليون للعرب و16.7 مليون لليهود. (ص566).
وكان التباين عميقا في ميدان الصناعة ففي حين بلغت منشآت العرب 1.558 منشأة (وجلها صغير) برأسمال مليونين من الجنيهات بلغت منشآت اليهود 1907 برأسمال 12 مليون جنيه ... وهكذا الأمر ظهر في حجم الإنتاج فكانت النسبة في ميدانه حوالي 5.6 مليون (يعود للعرب) وحوالي 29 مليون (يعود لليهود) (ص 567).
ووطد هذا التطور الاقتصادي الوطن القومي اليهودي في فلسطين وساعد على عملية التحول الكيفي في ماهية الجماهير اليهودية الناجم عن التغييرات الكمية.
ففي نهاية الحرب العالمية، في عام 1945 كان قد بلغ عدد اليهود في فلسطين حوالي 660.000 وتعمقت، إلى حد ما، نتيجة التطورات الاقتصادية والثقافية، عملية تلاحم أبناء الطوائف اليهودية المختلفة الذين وفدوا إلى البلاد، وزاد هذه العملية سرعة ضغوط الحرب العالمية الثانية وسياسة النازية اللاسامية التي خلقت بين اليهود شعورا بالمصير الواحد.
في هذه الفترة كان من الممكن رؤية التغيير إلي طرأ على الجماهير اليهودية في فلسطين واتضح أنهم يسيرون في طريق التبلور القومي بحيث جعل في الإمكان القول أن فلسطين تتغير من قطر ذي قومية واحدة، هي القومية العربية وجماهير يهودية حكمها حكم الأقلية، إلى قطر ثنائي القومية يعيش فيه شعبان: العربي واليهودي.

سياسة القيادة الصهيونية
عند نشوب الحرب كتب حاييم وايزمن إلى نيفل تشمبرلين رئيس وزراء بريطانيا:
"نشأت مؤخرا خلافات بين الوكالة اليهودية والدولة المنتدبة في الميدان السياسي ولكننا نرغب في أن تخلي هذه الخلافات مكانها لضرورات الزمن الأكثر الحاحا" (روبرت سانت جون:بن غوريون ص72).
وصرح دافيد بن غوريون الذي كان يقترب من القيادة بوصفه زعيم "ماباي" القوة السياسية الكبرى في القطاع اليهودي:
"سنحارب الكتاب الأبيض كأن لا حرب هناك، وسنقاتل في الحرب كأن لا وجود للكتاب الأبيض" (المصدر ذاته).
شهيد جنين
29-01-2008, 11:55 PM
وهكذا يمكن تلخيص سياسة القيادة الصهيونية خلال الحرب العالمية الثانية بملمحين جوهريين: مقاومة الكتاب الأبيض عن طريق تجاوز قيوده على الهجرة وانتقال الأراضي من ناحية، وتأييد الجبهة المعادية للنازية بشتى الطرق على اعتبار أن دحر النازية سيخلق ظروفا أفضل لتمارس لصهيونية سياستها من ناحية أخرى.
وقد توقع بن غوريون أن تؤدي الحرب إلى قيام الدولة اليهودية فكان يقول: إذا كانت الحرب العالمية الأولى قد جاءت بوعد بلفور فالحرب الثانية ستأتي بالدولة اليهودية" (المصدر ذاته ص 73).
وانطلقت القيادة الصهيونية في سياستها من مواقعها الجوهرية القائمة على التعاون مع الدول الإمبريالية التي تتناقض مصالحها مع مصالح ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية واليابان العسكرية.
وتعميق التمايز داخل القيادة الصهيونية إزاء الدول الإمبريالية في الجبهة المعادية للنازية خلال سنوات الحرب ورجحت شيئا كفة القوى الموالية للإمبريالية الأمريكية.
وقد انتبه إلى هذه الحقيقة روبرت سانت جون حين كتب يصف تفكير بن غوريون: "لقد رأي حتى في حالة كسب الحلفاء الحرب أن بريطانيا ستهبط بوصفها دولة كبرى وستندفع الولايات المتحدة إلى موقع قيادة العالم" (كتابة بنو غوريون ص82).
ومن العوامل التي أسرعت في عملية التحول إلى الإمبريالية الأمريكية ازدياد نفوذ الطائفة اليهودية الأمريكية بوصفها أضخم وأغنى طائفة في الحركة الصهيونية، خصوصا وأن الطوائف اليهودية في أوروبا تدهورت وكانت الكارثة النازية تعمل على تصفيتها ببربرية لا مثيل لها في التاريخ.
وجسم هذا الانتقال من الاعتماد على الإمبريالية البريطانية إلى الاعتماد على الإمبريالية الأمريكية المؤتمر الطارئ الذي عقدته "لجنة الطوارئ الأمريكية للشؤون الصهيونية" في فندق بيلتمور في نيويورك في أيار (مايو) 1942 وصادقت فيه على برنامج بيلتمور في نيويورك في أيار 1942 "برسالة أمل وتشجيع إلى اليهود في الغيتوات ومعسكرات الاعتقال الهتلرية"، ويحيي الوكالة اليهودية واللجنة القومية في فلسطين على إنجازات الوطن القومي اليهودي... ويسجل تحويل الصحاري إلى جنات يانعات ‍‍!! ويدعو- وهذا كان بيت القصيد- إلى تنفيذ
شهيد جنين
29-01-2008, 11:57 PM
هدف وعد بلفور الأصلي وهو "اعترافاً بالعلاقات التاريخية بين الشعب اليهودي وفلسطين تقرر تمكين اليهود كما أعلن ذلك الرئيس ويلسون من إقامة دولة يهودية فيها".
وطالب القرار- بعد أن رفض الكتاب الأبيض ودعا إلى إلغائه- بفتح أبواب فلسطين أمام الهجرة، وتخويل الوكالة اليهودية صلاحية ترتيب الهجرة والاستيطان، كما طالب بتأليف قوة يهودية عسكرية تحارب تحت علمها. (مجموعة الوثائق التي جمعها ولتر لاكير – ص87).
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 1942 أقر المجلس الصهيوني الضيق، برنامج بيلتمور كما أقرته الوكالة اليهودية وأكثرية الأحزاب في فلسطين بما فيها الحزب الإصلاحي.
لقد دخلت المنظمة الصهيونية- بعد فترة من الحذر- المعركة الجوهرية تحت شعارها الأصيل- شعار الدولة اليهودية.
وحظيت المنظمة الصهيونية بتأييد متعاظم في الولايات المتحدة ونشط الشيوخ والنواب في الكونغرس الأمريكي من أجل إقرار برنامج بيلتمور الداعي إلى إقامة الدولة اليهودية في فلسطين.
وما أن جاء عام 1944 حتى قدم عدد كبير من الشيوخ والنواب إلى الكونغرس الأمريكي مشروع قرار يدعو إلى هجرة غير محدودة إلى فلسطين وإلى إقامة الدولة اليهودية.
وفي معركة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة في خريف 1944 نشر الشيخ وغنر نص رسالة كتبها الرئيس الأمريكي روزفلت وأعلن فيها تأييده "فتح أبواب فلسطين لهجرة يهودية غير محدودة واستيطان كولونيالي يؤدي إلى إقامة دولة يهودية ديمقراطية وحرة في فلسطين" (تقرير فلسطين المجلد 1-ص70).
وأدى هذا الانتقال من التعاون مع الإمبريالية البريطانية إلى الاعتماد على الإمبريالية الأمريكية إلى انتقال القيادة من أيدي حاييم وايزمن على أيدي بن غوريون .
وفي هذا الصدد كتب جميس واربورغ أن المصادقة على برنامج بيلتمور وضع بن غوريون في مكان القيادة بدلا من وايزمن (كتابة تيارات متصلبة في الشرق الأوسط ص110) وشدد الشقة بين الوكالة اليهودية وبريطانيا (المصدر ذاته ص111).
وتوافق هذا كله مع تغيير في سياسة الولايات المتحدة، التي كانت من قبل هذه الفترة تعتبر الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط من مسؤولية بريطانيا ولكنها في الحرب
شهيد جنين
30-01-2008, 12:46 AM
العالمية الثانية بدأت تهتم بالشرق الأوسط وتنتهج سياسة مزدوجة فالرئيس روزفلت صرح أمام الصهيونيين أنه يشاركهم في هدفهم إقامة الدولة اليهودية وفي الوقت ذاته وعد ابن سعود ملك السعودية بأن لا يقوم بأي إجراء يضر بالقضية العربية. (المصدر ذاته ص121).
ولكن حين نقرر أن سياسة القيادة الصهيونية اتسمت بملمحين: تجاوز الكتاب الأبيض وخاصة قيوده على الهجرة اليهودية إلى فلسطين أولاً، وتأييد الحلفاء في محاربة النازية ثانياً، فلا بدلنا من أن نؤكد أن العنصر المقرر كان تجاوز الكتاب الأبيض أو على الأصح تنفيذ المخطط الصهيوني كما فهمته القيادة آنذاك.
ولهذا حين ذاعت أنباء جرائم النازية المروعة في تصفية اليهود في معسكرات الاعتقال لم تعمل القيادة الصهيونية على مجرد إنقاذ اليهود من الكارثة التي كانت تنتظرهم بل ركزت جهودها جوهريا على تهجير اليهود إلى فلسطين بغض النظر عن العواقب المخيفة في بعض الأحيان.
ولو كانت القيادة الصهيونية تهتم بإنقاذ اليهود عامة لاستطاعت إنقاذ مئات الألوف.
وفي هذا الصدد أعلن أ. ليفنه في ندوة طاولة مستديرة عقدتها "معاريف"(ونشرت وقائعها بين 10-24 نيسان (أبريل) 1966) . لو كان الهدف إنقاذ اليهود لمجرد الإنقاذ لا تهجيرهم إلى فلسطين، ولو كرست المنظمات الصهيونية المسلحة جهودها لهذه الغاية لأنقذت مليونا من اليهود.
وكان غرق 240 مهاجرا غير شرعي في ميناء حيفا نتيجة نسف السفينة "بتريا" في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 1940 إحدى الأدلة على مدى استهتار القيادة الصهيونية بأرواح اليهود في سعيها نحو أغراضها فالوكالة اليهودية- كما يجمع الكتاب الآن- هي التي نظمت الانفجار في الباخرة لمنع سفرها مع المهاجرين غير الشرعيين إلى موريتوس وبذلك سببت هذه المأساة (1).
ويحمل جيمس واربورغ الوكالة اليهودية قسطا من المسؤولية عن غرق السفينة (ستروما) في البحر الأسود وهي تحمل 769 مهاجرا يهوديا، لم ينج منهم غير واحد وكتب أن السفينة ستروما غرقت بعد شهرين من الجدال بين الحكومة البريطانية والوكالة اليهودية.
شهيد جنين
30-01-2008, 12:47 AM
وأضاف: "ولو كانت الاعتبارات الإنسانية هي التي حركت الوكالة اليهودية لاقترحت السماح للسفينة بالإبحار إلى حيفا بينما ناقشت (السلطات البريطانية) حول حق اللاجئين في النزول في فلسطين". أما بريطانيا فكانت تريد أن ترسل "ستروما" إلى حيفا ومن هناك إلى ماريتوس.(كتابة تيارات متصلبة في الشرق الأوسط ص108).
وتكثفت هذه الحقائق أثناء المحكمة التي دارت حول الزعيم الصهيوني ر.كاستنر- في القدس عام 1952. فحسب قرار المحكمة تعاون كاستنر وكان يرأس لجنة إنقاذ اليهود في هنغاريا زمن الحرب العالمية الثانية مع السفاح النازي ايخمان من أجل إنقاذ حوالي ألف من الصهيونيين وأنصارهم من أغنياء اليهود وبذلك سكت عن عملية تصفية ربع مليون يهودي هنغاري أرسلوا ليلقوا حتفهم في معسكرات الإبادة.
أن التأكيد على الهجرة وتنظيم هجرة غير مشروعة إلى فلسطين كان جزءا لا يتجزأ من التخطيط الصهيوني الهادف إلى تجميع أكبر عدد ممكن من اليهود- والمحاربين خاصة- في فلسطين حتى تحين ساعة الحسم العسكري.
ولهذا أيضا رفعت القيادة الصهيونية في وقت مبكر من الحرب العالمية الثانية، في عام 1940، شعار تنظيم الفرقة اليهودية في الجيش البريطاني ورفضت أن تتألف وحدات عسكرية من اليهود والعرب في إطار جيوش الحلفاء (تقرير فلسطين – مجلد1 ص57).
لقد كانت تريد تدريب أكبر عدد ممكن من المحاربين اليهود بشكل منظم وموحد ليعملوا في الهجاناه- القوات الصهيونية المسلحة.
وكتب في هذا الصدد ولتر بريوس في شيء من الصراحة "كون عدد كبير من الجنود اليهود خدموا في الجيش البريطاني وشاركوا في معاركة وبذلك تدربوا عسكريا لم يكن بدون أثر على التطورات في السنوات التي سبقت قيام الدولة" (حركة العمال في إسرائيل ص 132).
وتراوح عدد الجنود اليهود الذين تدربوا في الجيش البريطاني بين 30-40 ألف جندي يضاف إليهم أولئك الذين كانوا يتدربون في البلاد بعلم السلطات البريطانية، أو يعملون في أجهزة الأمن في البلاد.
وهذا يعني أن الصهيونية عندما دقت ساعة الحسم استطاعت أن تعتمد على عشرات الآلاف من الجنود المدربين.
شهيد جنين
30-01-2008, 12:48 AM
سياسة الحركة القومية العربية
لقد خلفت ثورة 1936 والأحداث التي تلتها، الحركة القومية العربية بدون قيادتها التقليدية التي شردتها الحكومة البريطانية أو التي غادرت البلاد هربا من الاعتقال والقمع.
وانقسمت هذه القيادة، فذهب نفر منها، وعلى رأسهم المفتي، إلى برلين النازية، واعتقلت السلطات آخرين، مثل جمال الحسيني وأمين التميمي، وأبعدتهم إلى روديسيا، وتهاود نفر آخر مع الإمبريالية البريطانية وعادوا إلى البلاد.
وكان الملمح البارز في هذه الفترة أن الحركة القومية العربية كانت هامدة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية.
ومع هذا جرت محاولات بريطانيا للاتصال بالقيادة العربية التقليدية والاتفاق معها على حل للقضية الفلسطينية.
وذكر في هذا الصدد محمد عزة دروزة في كتابة حول الحركة العربية الحديثة أن الكولونيل نيمو كمب البريطاني اتصل في عام 1940 بوزير الخارجية العراقي وعن طريقة بجمال الحسيني وموسى العلمي "وتم الاتفاق خطيا على التعاون في خطة إيجابية على أساس الكتاب الأبيض" على أساس البدء في المرحلة الأولى بإيجاد "مجلس مديرين ثم يسار في المراحل الأخرى على ما جاء ذلك في محاضر مشاورات الوحدة" (المجلد الثالث ص 249).
ولكن إذا كانت القيادة العربية التقليدية قد اتخذت موقفا سلبيا من الحرب المعادية للنازية فقد ظهرت علنا على المسرح السياسي لأول مرة في القطاع العربي حركة شيوعية تحت اسم: عصبة التحرر الوطني، وبدأت تعمل تحت شعارات: تأييد الحرب ضد النازية من ناحية والمطالبة بالحريات الديمقراطية وبالحقوق القومية من ناحية ثانية، وكان برنامجها الجوهري: الاستقلال وإنشاء دولة فلسطينية ديمقراطية.
حرك نشاط عصبة التحرر الوطني قيادة الحركة القومية التقليدية، وهكذا فما أن جاء عام 1943 حتى كانت بعض الأحزاب القديمة قد نشطت من جديد.
كذلك ظهرت فكرة إقامة لجان قومية في المدن الرئيسية ولكنها في هذه الفترة المبكرة لم تتعد حيفا.
وتحاول المصادر الصهيونية والمحافل الغربية التي تؤيدها عند كتابتها التاريخ تصوير العرب الفلسطينيين وكأنهم أنصار المفتي والنازية، ولكن الوقائع تختلف تماما، وتقرير فلسطين (الذي وضعته بريطانيا) يقرر أن مكانة أنصار المفتي هبطت بين الشعب العربي الفلسطيني بعد فشل ما عرف بثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق في أيار (مايو) 1941 وأصيبت هذه المكانة
شهيد جنين
30-01-2008, 12:49 AM
بنكسة أشد حين فر المفتي، الحاج أمين الحسيني، إلى أقطار محور النازية. (المجلد الأول ص 62).
وانعكس النشاط الاقتصادي الواسع النطاق في المجتمع العربي الفلسطيني في ميدانين: ميدان العمال وميدان البرجوازية العربية، فقد اتسعت صفوف الطبقة العاملة العربية اتساعا لا مثيل له بدخول عشرات ألوف العمال العرب إلى معسكرات الجيش البريطاني للعمل في منشآتها، كما دخل بضعة ألوف أخرى المنشآت العربية التي نمت في ظروف الحرب العالمية الثانية. وأثر هذا التطور في نهوض الحركة النقابية العربية فقام اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في حيفا من نقابات عمال النفط وغيرها واستأنفت جمعية العمال العربية الفلسطينية عملها بعد الركود الذي أصابها بفعل القمع البريطاني عام 1936.
كذلك انتعشت الصناعة العربية بعد أزمة الإضراب العام وثورة 1936 وبدأت توطد مواقعها القديمة وتنشئ مواقع جديدة.
وكان لا بد من أن يؤثر هذا الوضع في الحركة القومية العربية ويغير شيئا من طابعها خصوصا وأن العمال بدأوا يمارسون نفوذهم في هذه الحركة من مواقع اليسار والوسط.
ونضجت نتيجة هذا كله فكرة تنظيم حزب برجوازي عصري يتبنى برنامجا ديمقراطيا ويستطيع أن يواجه تحديات عالم ما بعد الحرب. وفعلا تنظم هذا الحزب سرا وعرف باسم حزب الشعب وضم في صفوفه البرجوازية وأبناء البرجوازية الصغيرة من أصحاب المهن الحرة وقادة الحركة النقابية الإصلاحية (في جمعية العمال العربية الفلسطينية).
ولكن هذا الحزب لم يمارس نفوذه عمليا لأن صراعا داخليا بين يمينه ويساره عرقل ظهوره خصوصا وأن بعض قادته ترددوا في مواجهة زمرة المفتي التي كانت تحاول اللجوء إلى الاغتيال لوقف تنظيم القوى السياسية خارج إطارها.
ولم يكن من الممكن أن تبقى فلسطين في عزلة عن أحداث المشرق العربي ومن أبرزها إعلان استقلال سوريا ولبنان بعد دخول القوات الحليفة هذين القطرين وتقدم فكرة الوحدة العربية وحركتها لتحتل مكان الصدارة.
وحاولت بريطانيا ركوب الموجة خوفا من أن يسبقها إليها النازيون ولذلك صرح وزير الخارجية البريطاني عند نهاية ثورة رشيد عالي الكيلاني أن حكومته تعطف على أماني
شهيد جنين
30-01-2008, 12:50 AM
سوريا في الاستقلال وستؤيد مساعي الدول العربية في سبيل تقوية روابطها الثقافية والاقتصادية والسياسية.
وفي هذه الظروف خطط الموالون للإمبريالية البريطانية مشروعا لحل القضية الفلسطينية في إطار خططهم لإقامة شكل من أشكال الوحدة العربية.
وعرف المشروع بالكتاب الأزرق وارتبط باسم نوري السعيد وكان موضع بحث في لندن والقاهرة في أوائل عام 1943.
ونص المشروع الذي كان شكلا من أشكال مشروعات الهلال الخصيب على أن تتوحد سوريا وفلسطين ولبنان وشرق الأردن من جديد في دولة واحدة ويقرر الأهالي فيها شكل الحكم أجمهوريا أو ملكيا، وتنشأ على الأثر جامعة عربية تنضم إليها العراق وسوريا الموحدة مباشرة وتستطيع أن تنضم إليها الدول العربية الأخرى متى شاءت.
ونص المشروع أيضا على أن يكون مجلس الجامعة العربية مسؤولا عن الدفاع والشؤون الخارجية والنقد والمواصلات والجمارك وحماية الأقليات، وعلي أن يتمتع اليهود في فلسطين بحكم ذاتي ويكون لهم الحق في إدارة أقاليمهم في المدن والريف بما فيها المدارس والمؤسسات الصحية والبوليس مع الخضوع لإشراف الدولة السورية الموحد.
وأكد المشروع على أن تكون القدس مفتوحة أمام المنتسبين إلى كافة الأديان. كذلك قرر أن موارنة لبنان يستطيعون إذا أرادوا أن يتمتعوا بنظام حكم ذاتي مثل الذي ساد في أواخر الحكم العثماني . (الوحدة العربية- أحمد طربين- ص 263-264).
ورفضت القوى الوطنية المعادية للإمبريالية المشروع ورأت فيه محاولة بريطانيا للسيطرة على سوريا ولبنان، القطرين اللذين أعلنت فرنسا وبريطانيا استقلالهما في عام 1941 أبان احتلالهما بعد إجلاء قوات فيشي، ومخططا لإبقاء فلسطين في قبضة الإمبريالية والرجعية العربية المتمثلة في العائلة الهاشمية التي افترض المشروع أن تحتل دفة الحكم.
كذلك رأت القوى الوطنية في عزل اليهود في منطقة حكم ذاتي تجاوزا على برنامجها الديمقراطي الداعي إلى دولة ديمقراطية فلسطينية يتعاون جميع أبنائها على تطويرها وتقدمها.
شهيد جنين
30-01-2008, 12:50 AM
ولم يضع رفض المشروع حدا لفكرة التعاون العربي أو الوحدة العربية. وإذا كان الكتاب الأزرق قد أرتأى من ضمان السيطرة الهاشمية استبعاد مصر فالنشاط الذي أعقب إخفاق المشروع اتخذ مصر محورا له.
وفي شباط (فبراير) 1944، بعد أن أجرى رئيس وزراء مصر مصطفى النحاس مشاورات مع رؤساء وزراء أو ممثلي العراق وسوريا ولبنان وشرق الأردن والعربية السعودية واليمن وقع ممثلو تلك الدول العربية بروتوكول الإسكندرية الذي نص على إقامة الجامعة العربية التي نعرفها اليوم (3) تكون وعاء التعاون والتنسيق العربي.
والمهم هنا أن هذه المباحثات شملت فلسطين التي مثل حركتها القومية أحد القادة التقليديين موسى العلمي وانتهت بتأكيد مكانة فلسطين في إطار الوحدة العربية، فهي القطر العربي الوحيد الذي نص ميثاق الجامعة العربية في ملحق خاص على أنها "أصبحت مستقلة بنفسها غير تابعة لأي دولة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى"، وأن لم تكن قد تولت أمرها "فوجودها واستقلالها الدول من الناحية الشرعية أمر لا شك فيه، كما أنه لا شك في استقلال البلاد العربية الأخرى، وإذا كانت المظاهر الخارجية لهذا الاستقلال ظلت محجوبة لأسباب قاهرة فلا يسوغ أن يكون ذلك حالاً دون اشتراكها في أعمال مجل الجامعة" ولهذا قررت الجامعة أن تختار هي مندوبا عربيا من فلسطين للاشتراك في أعمال المجلس إلى أن يتمتع القطر بممارسة استقلاله.
وأكد هذا التطور نمو التضامن العربي ولكنه في تجسيده التنظيمي "اغتصب" إلى حد ما دور الحركة القومية العربية في فلسطين.
فبعد قيام الجامعة العربية لم يعد من الممكن استبعادها عن تطورات القضية الفلسطينية بل هي بدأت تتدخل عمليا في بناء القيادة القومية وتؤثر في نهجها. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن عناصر الإمبريالية كانت نافذة في هذه المنظمة استطعنا أن ندرك الآثار السلبية على تلك التطورات.
ومع هذا فلا بد من رؤية الناجيتين: ناحية التضامن العربي وآثاره الايجابية على مجموع الحركات القومية العربية ومنها الحركة القومية العربية في فلسطين وناحية ممارسة الدول العربية تأثيرا سلبيا في بعض الأحيان.
شهيد جنين
30-01-2008, 12:51 AM
وحين انتهت الحرب العالمية الثانية كانت الحركة القومية العربية قد تخلصت من جمودها. لقد كانت الأحزاب التقليدية قد عادت إلى الميدان وبدأت تستعد لأيام ما بعد الحرب التي لاحت نهايتها في الأفق.
لقد ترك وجود بعض قادة الحركة القومية العربية التقليديين في أقطار المحور أثره السيئ في مسيرة الكفاح القومي، خصوصا وأن هؤلاء القادة كانوا من غلاة الرجعيين ولم يدركوا التطورات التي حصلت في العالم وضرورة تخطيط برنامج ديمقراطي لحل قضية فلسطين بحيث يأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب اليهودي في فلسطين.

أزمة الإمبريالية العامة بعد الحرب العالمية الثانية
انتهت الحرب العالمية الثانية في أيار(مايو) عام 1945 باندحار ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية واليابان العسكرية فكان ذلك ضربة ضخمة نزلت بالنظام الإمبريالي العالمي ودفعا جديدا وضع الاتحاد السوفياتي- الذي قام بدور حاسم في دحر المحور النازي- في مكان الصدارة على الصعيد الدولي.
وعمقت هذه الضربة الضخمة أزمة الإمبريالية خصوصا وقد انطلقت بعد الحرب موجة جارفة من النضال القومي التحرري.
ولم يعد من الممكن بقاء النظام الإمبريالي على حاله، فقد أخذ يتداعى.
وفي فلسطين تسارعت وتيرة التطور باحتدام النضال لإنهاء النظام الإمبريالي البريطاني فيها، واشتدت الضغوط من أجل حل القضية التي ازدادت تعقيدا لوجود آلاف اللاجئين اليهود من بقايا معسكرات الاعتقال والإبادة الهتلرية في أوروبا، ولاحتدام التناقضات الأنجلو- أمريكية بعد فترة من "التفاهم".
وجدير بالذكر في هذا الصدد أن وايزمن يروي في كتابه "التجربة والخطأ" أن تشرشل استدعاه في 11 آذار (مارس) 1942 وقال له: "أريد أن تعرف أن لدي خطة يمكن أن توضع موضع التنفيذ بعد الحرب، أود أن أري ابن سعود سيد الشرق الأوسط أي سيد الأسياد على شرط أن يتفق معكم، ويعتمد عليكم أن تحصلوا على أفضل الشروط (بالاتفاق معه)... سنساعدكم طبعا. احتفظ هذا سرا ولكنك تستطيع أن تتحدث مع روزفلت حين تذهب إلى أمريكا لا شئ لا نستطيع تحقيقه إذا صممنا أنا وهو سويا عليه" (ص426).
شهيد جنين
30-01-2008, 12:52 AM
ويضيف وايزمن أن موضع سر ابن سعود، وكان آنذاك جون فيلبي، أكد له المخطط ذاته (ص428).
ولكن هذا الشعور بالتوافق الذي أحس به تشرشل في مطلع 1942 تبدد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وظهر التناقض على أشده بين الإمبرياليين الأمريكيين والبريطانيين حين طالب الرئيس الأمريكي هاري ترومان، والذي ورث روزفلت بإدخال مئة ألف مهاجر يهودي من اللاجئين إلى فلسطين.
وهنا مرة أخرى استغلت الصهيونية حالة هؤلاء اللاجئين من يهود أقطار أوروبا الوسطى وضحايا النازية لتضغط على بريطانيا لتقبل بإدخال مئة الألف.
ولاحظ جيمس واربورغ هنا أيضا أن الصهيونية لم تكن تهتم بحالة هؤلاء اللاجئين بقدر اهتمامها بتهجيرهم إلى فلسطين (باعتبارهم قوة احتياطية لقواها العسكرية).
وكتب أن ترومان فكر في فتح أبواب الولايات المتحدة للهجرة اليهودية ولكن المدة لذلك كانت ستكون طويلة نسبيا، وأضاف أن هذه المدة كان يمكن تقليصها لو أن المنظمات، التي كانت تضج بالمطالبة في تهجير هؤلاء اللاجئين على فلسطين، حولت ولو جزءا من جهودها لفتح أبواب الولايات المتحدة أمامهم (تيارات متصلبة في الشرق الأوسط ص 128).
وبديهي أن ترفض بريطانيا طلب الولايات المتحدة وهي التي قررت، إزاء المنافسة الأمريكية وضغوط حركات التحرر القومي العربية، أن تهاود الحركة القومية في فلسطين، ولا تتحداها بفظاظة.
وعلى هذا الضوء كان تأليف اللجنة الأنجلو- أمريكية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1945 من 12 عضوا، مناصفة بين الدولتين محاولة لتسوية الصراع الإمبريالي بينهما.
وبحثت اللجنة، كما طلب منها، الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين، بقدر تأثيرها على الهجرة اليهودية، كما فحصت وضع اليهود في أقطار أوروبا حيث كانوا ضحايا التعذيب النازي وخرجت بتوصية تدعو إلى إدخال مئة ألف مهاجر يهودي حالا وتسهيل الهجرة فيما بعد بخلق ظروف ملائمة لذلك. كما أوصت بإلغاء القيود تقريبا على بيع الأراضي العربية وبفرض وصاية على فلسطين على أن يكون الحل السياسي فيما بعد دولة ثنائية القومية.
شهيد جنين
30-01-2008, 12:53 AM
وبهذا التقرير الذي صدر في 30/4/1946 فشلت محاولة التسوية الأنجلو- أمريكية وبدأت فترة المشاريع البريطانية.
ومع هذه المشاريع التي عرفت بأسماء أصحابها مثل مشروع موريسون وبأسماء طابعها: الكانتونات، قامت بريطانيا بمحاولة أخرى لصياغة حل يصون مصالحها. ولهذه الغاية عقدت مؤتمرا جديدا في لندن بين آب (أغسطس) 1946 وكانون الثاني (يناير) 1947 اشترك فيه ممثلو الدولة العربية المستقلة في الشرق العربي ووفدا الحركة القومية في فلسطين، والوكالة اليهودية.
وأخفق المؤتمر لأن الحلول المقترحة أخذت مصالح بريطانيا بعين الاعتبار ولم تأخذ مصالح الشعبين عاملا مقررا للإسراع في التسوية. ولذلك لم يشمل أي من هذه المقترحات تصفية الانتداب عامة في فلسطين وجلاء القوات الأجنبية عنها- وهما شرطا التسوية العادلة المتوافقة مع مصالح الشعبين العربي واليهودي.
وأدرك الشيوعيون اليهود والعرب أن الحل الديمقراطي يقوم على هذين الشرطين ودعوا إلى إقامة جمهورية فلسطينية ديمقراطية مستقلة ونادوا بإحالة قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة لإخراجها من الطوق الإمبريالي الذي مثلته اللجنة الأنجلو- أمريكية.
وتميزت السياسة الصهيونية في هذه الفترة بأمرين: التمسك بالانتداب ومقاومة إحالة قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة من ناحية، ومحاولة التحالف مع الإمبريالية من ناحية ثانية.
وصرح ناحوم غولدمان رئيس المؤتمر الصهيوني في 24/10/1946: "الصهيونيون على استعداد لمنح بريطانيا حقوقا كاملة لإقامة قواعد عسكرية وبحرية وجوية في فلسطين مقابل موافقتها على إقامة دولة يهودية في 65% من مجموع أراضي فلسطين. وسنقترح إقامة قواعد للولايات المتحدة... أن وضع القضية الفلسطينية على جدول أعمال الأمم المتحدة سيؤخر الحل فقط".
وصرح زعيم صهيوني آخر في اجتماع صحفي في تل أبيب في 21/8/1946: " من واجبنا أن نقنع البريطانيين والأمريكيين أن الاعتبارات الاستراتيجية هي التي تجعل السكان اليهود الأحرار في فلسطين ربحا لا خسارة في النضال بين العالم الانجلو- ساكسوني والعالم الروسي... علينا أن نقنع الإنجليز أن مصلحة الجيش البريطاني تطابق مطالب الصهيونية
شهيد جنين
30-01-2008, 02:11 AM
يجب أن تكون وصلة في الحلقة الأنجلو- أمريكية" وصرح بن غوريون لريتشارد كروسمان: " إذا وافق البريطانيون على إقامة دولة يهودية في جزء من فلسطين فنحن على استعداد لإعطائهم قاعدة ضد روسيا".
وفي الوقت ذاته كشفت القيادة الصهيونية عن توجهها الكولونيالي في رفضها محاولات بريطانيا- في سبيل توطيد مواقعها في البلاد- التهاود مع ممثلي الحركة القومية العربية التقليديين فكتبت: "هامشكيف" صحيفة الإصلاحيين أسلاف "حيروت" في 19/5/1945 "أن جميع مشاريع الاستعمار (الاستيطاني الكولونيالي) التي قام بها الإنجليز والأمريكيون والفرنسيون والهولنديون في العالم، كان يقابلها سكان البلاد الأصليون بالمقاطعة الشديدة إذ أن ذلك هو الطبيعي ... ولكن على تراجع المستعمرون أمام هذه المقاومة؟".
وكتبت "دافار" صحيفة النقابات "والاشتراكية الديمقراطية" الصهيونية في اليوم ذاته: "إذا كان العالم في كل محاولة قام بها لتحويل الصحاري إلى أرض خصبة(!) انتظر قبل ذلك موافقة قاطني الصحراء القلائل فإن المدنية ما كانت لتنتصر على التأخر في أي موقع (من العالم)".
واضطرت بريطانيا إلى اللجوء إلى الأمم المتحدة، وأكدت تصريحات المسؤولين أنها اعتقدت بعجز المنظمة الدولية عن تسوية القضية خصوصا وأنها رفعت شعار "تفاهم" العرب واليهود شرطا لهذه التسوية....
وفي اجتماع طارئ عقد في أيار (مايو) 1947 قررت هيئة الأمم المتحدة تأليف لجنة تحقيق دولية تألفت من السويد وكندا واستراليا والهند وبيرو وهولندا وإيران وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا وغواتيمالا وأوورغواي وضعت عليها واجب البحث والحل، وزارت اللجنة فلسطين واستمعت إلى شهادات قادة الصهيونية وغيرهم. أما قادة الحركة القومية العربية التقليديون فقاطعوا اللجنة وبذلك عمقوا طابعهم الرجعي أمام لجنة التحقيق الانجلو- أمريكية التي كانت محاولة إبقاء القضية الفلسطينية في إطار الإمبريالية ورفضوا الشهادة أمام لجنة دولية تمثل أيضا قوى خرجت عن ذلك الإطار.
والأخطر من هذا أن تصريحات هؤلاء القادة تركزت على شعار الدولة الفلسطينية العربية ولم تأخذ بعين الاعتبار حقيقة التحول الديموغرافي الذي طرأ على البلاد أو تؤكد طابع الدولة الديمقراطي المقترحة.
شهيد جنين
30-01-2008, 02:13 AM
لقد أخفقت هذه القيادة بسبب مهاودتها الإمبريالية وماهيتها الرجعية في الارتفاع إلى مستوى الأحداث ومواجهة الصهيونية التي استغلت إلى أقصى حد الكارثة التي حلت بيهود أوروبا لتكثف عطف الرأي العام على برامجها وخططها.
بل إن هذه القيادة رفضت الموافقة حتى على دعوة الجامعة العربية إلى إقامة دولة فلسطينية غير مجزأة مستقلة استقلالا تاما تشكل فيها حكومة ديمقراطية حسب دستور يضعه مجلس تأسيس منتخب يحفظ حقوق اليهود المدنية والدينية والثقافية. وأصرت على الدولة العربية وأعلنت أنها تعترف بمواطنة اليهود الذين كانوا في فلسطين قبل وعدة بلفور.
وقررت اللجنة الدولية بأكثريتها تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية . أما أقليتها فدعت إلى إقامة دولة ثنائية القومية اتحادية الشكل.
ولعل اللجنة في هذا اقتنعت بموقف ممثل الاتحاد السوفياتي أندرية غروميكو في اجتماع الأمم المتحدة الطارئ آنذاك على أن الحل الأمثل هو قيام دولة مستقلة في فلسطين أما إذا ظهر أن العلاقات السيئة بين العرب واليهود تجعله مستحيلا فلا مناص من التقسيم.
وفي 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947 في اجتماع الجمعية العامة العادي قررت هيئة الأمم المتحدة إنهاء الانتداب وتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، حسب خرائط قررت سلفا كما قررت تدويل القدس، وتعاون الدولتين اقتصاديا.
وبذلك فتحت صفحة جديدة في قضية فلسطين.
شهيد جنين
30-01-2008, 02:17 AM
نص قرار التقسيم


نص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على مشروع تقسيم فلسطين بتاريخ 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947

"أن الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، بعد أن عقدت دورة خاصة بناء على طلب الدولة المنتدبة- بريطانيا- للبحث في تشكيل وتحديد صلاحية لجنة خاصة يعهد إليها بتحضير اقتراح للنظر في مسالة حكومة فلسطين المستقلة في دورتها الثانية.

وبعد أن شكلت لجنة خاصة أناطت بها مهمة إجراء تحقيق حول جميع المسائل المتعلقة بمشكلة فلسطين وتحضير مقترحات بغية حل هذه المشكلة.

وبعد أن تلقت وبحثت تقرير اللجنة الخاصة "مستند رقم 364/أ" الذي يتضمن توصيات عدة قدمتها اللجنة بعد الموافقة عليها بالإجماع، ومشروع تقسيم اتحاد اقتصادي وافقت عليه أغلبية اللجنة، تعتبر أن الحالة الحاضرة في فلسطين من شانها إيقاع الضرر بالمصلحة العامة والعلاقات الودية بين الأمم.

وتحيط علماً بتصريح الدولة المنتدبة الذي أعلنت بموجبه أنها تنوي الجلاء عن فلسطين في أول آب (أغسطس) سنة 1948.

وتوصي المملكة المتحدة، بصفتها الدولة المنتدبة على فلسطين وجميع أعضاء الأمم المتحدة بالموافقة وبتنفيذ مشروع التقسيم مع الاتحاد الاقتصادي لحكومة فلسطين على الصورة المبينة أدناه، وتطلب:

أ‌- أن يتخذ مجلس الأمن التدابير الضرورية المنوه عنها في المشروع لتنفيذه.

ب-أن يقرر مجلس الأمن إذا أوجبت الظروف ذلك أثناء المرحلة الانتقالية ما إذا كانت الحالة في فلسطين تشكل تهديدا للسلم. فان قرر مجلس الأمن أن مثل هذا التهديد قائم بالفعل فيجب عليه المحافظة على السلم والأمن الدوليين أن ينفذ تفويض الجمعية العامة وذلك باتخاذ التدابير وفقا للمادتين 39 و41 من الميثاق، لتخويل لجنة الأمم المتحدة سلطة في أن تمارس في فلسطين الأعمال التي يلقيها هذا القرار على عاتقها.
شهيد جنين
30-01-2008, 02:18 AM
ج- أن يعتبر مجلس الأمن كل محاولة ترمي إلى تغيير التسوية التي يهدف إليها هذا القرار بالقوة تهديدا للسلم أو قطعا أو خرقا له أو عملا عدوانيا بموجب نص المادة 39 من الميثاق.

د- أن يبلغ مجلس الوصاية بالمسؤولية المترتبة عليه بموجب هذا المشروع.

وتدعو الجمعية العامة سكان فلسطين إلى اتخاذ جميع التدابيرالتي قد تكون ضرورية من ناحيتهم لوضع هذا المشروع موضع التنفيذ، وتناشد جميع الحكومات والشعوب الامتناع عن كل عمل قد يعرقل أو يؤخر تنفيذ هذه التوصيات.

وتأذن للامين العام أن يسدد نفقات سفر ومعيشة أعضاء اللجنة المشار إليها في القسم الأول الجزء "ب" الفقرة الأولى أدناه على الأساس والشكل اللذين يراهما مناسبين، وفقا للظروف، وان يزود اللجنة بما يلزم من موظفين ومستخدمين لمساعدتها في المهام التي ألقتها الجمعية العامة على عاتقها.

أن الجمعية العامة تفوض الأمين العام أن يسحب من صندوق المال المتداول مبلغاً لا يزيد على مليوني دولار للغايات المبينة في الفقرة الأخيرة من قرار مستقبل حكومة فلسطين.

(الاجتماع الثامن والعشرين بعد المائة) في 29 نوفمبر سنة 1947
وفي اجتماعها الثامن والعشرين بعد المائة بتاريخ 29 نوفمبر سنة 1947 انتخبت الجمعية العامة وفق أحكام القرار المذكور أعلاه الأعضاء الآتية أسما.


التصويت على القرار:
وافقت على القرار 33 دولة هي الآتية:
(استراليا وبلجيكا وبوليفيا وبيلوروسيا وكندا وكوستاريكا وتشيكوسلوفاكيا والدانمارك وجمهورية الدومينيكان وايكوادور وفرنسا وغواتيمالا وهاييتي وايسلندا ولبيبريا ولوكسمبرغ وهولندا ونيوزليندا ونيكاراغوا والنرويج وبنما وباراغواي وبيرو والفلبين وبولندا والسويد واوكرانيا وجنوب افريقيا والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية واوروغواي وفنزويلا).

وصوت ضد القرار 13 دولة هي:
(أفغانستان وكوبا ومصر واليونان والهند وإيران والعراق ولبنان وباكستان والمملكة العربية السعودية وسورية وتركيا واليمن).

وامتنعت عن التصويت 10 دول هي:
(الأرجنتين وتشيلي والصين وكولومبيا والسلفادور والحبشة وهندوراس والمكسيك والمملكة المتحدة ويوغسلافيا).

وحين أعلنت النتيجة هب مندوبوا العرب يعلنون بطلان القرار لمخالفته ميثاق الأمم المتحدة. وانسحبوا من الاجتماع ليعلنوا في بيان جماعي رفضهم القرار واستنكارهم إياه وتنديدهم بالضغط والتهديد اللذين بذلاه لأخذه.

وقال ممثل باكستان في القاعة يخاطب المتآمرين على تقسيم فلسطين :" ولا تنسوا أنكم بحاجة إلى حلفاء وأصدقاء الشرق الأوسط وأنكم تقامرون برأس مالكم في تلك البلاد، ما هي غايتكم من إنشاء الدولة اليهودية؟ إذا كان الدافع إنسانياً، فلماذا تقفلون حدودكم أمام اليهود الذين لا ملجأ لهم؟ لماذا تريدون أن تسكنوهم في فلسطين وتساعدوهم على إقامة دولة لهم ليشردوا مليون عربي......" وندد بشدة بقرار الأمم المتحدة التي تهب ما لا تملك لأقلية دخيلة، مخالفة بذلك ميثاقها ومبادئ العدل والحق.


المصدر:
وثائق فلسطين، دائرة الثقافة، منظمة التحرير الفلسطينية، 1987.
kahlaoui mustapha tel 98 82 44 33
Sat, 14 Aug 2010 11:51 EDT
الناصرة - العرب اليوم - ابتهاج زبيدات
الناصرة - العرب اليوم - ابتهاج زبيدات

يتعرض العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي, رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة, محمد بركة, الى حملة تحريض جديدة من اليمين الاسرائيلي, هذه الأيام, ولكن هذه المرة ليس بسبب مواقفه السياسية الوطنية ضد الحكومة وليس بسبب تصديه المعتاد لقوات البطش الاسرائيلية دفاعا عن المواطنين العرب (فلسطينيي 48), وليس بسبب مشاركته في المظاهرات الكفاحية ضد قوات الاحتلال دفاعا عن شعبه الفلسطيني, بل بسبب قراره المشاركة في برنامج لاحياء ذكرى ضحايا النازية بمن فيهم اليهود.

فقد تلقى الشتائم والتهديدات بالقتل. ووزع نشطاء اليمين واليمين المتطرف مئات الرسائل على مواقع الانترنيت, يشككون فيها في نواياه الحقيقية ويدعون انه يسخر من اليهود ويضللهم ويسافر الى أوشفيتس حتى يصبح مقبولا لديهم, ويستغل ذلك فيما بعد لمواصلة سياسته المعادية لهم وهو يحظى بالشرعية. وبادر عضوا الكنيست من حزب الليكود داني دنون ويريف ليفين لسن قانون يهدف الى منع النائب بركة من المشاركة في الوفد البرلماني الى اوشفيتس, كونه يحرض ضد دولة اسرائيل ورموزها. وقال دنون ان بركة كان قد اطلق تسميات قاسية ضد الجيش الاسرائيلي ووصفهم بالفاشيين وقتلة الاطفال, اضافة الى انه - أي بركة - يعارض رموز دولة اسرائيل ويطرح مشاريع لتغييرها. وأصر نواب اليمين على بحث هذا الاقتراح في جلسة الكنيست. وتحولت الجلسة الى مسرح للتحريض الدموي على بركة وعلى سائر النواب العرب.

وكانت قضية المشاركة في هذا الوفد الى أوشفيتس قد بدأت باقتراح من رئيس الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) من حزب الليكود, روبي رفلين, الذي أراد تشكيل وفد من البرلمانيين الى معسكر الابادة النازي في بولندا للاحتفال بالذكرى السنوية لتحرير هذا المعسكر من براثن الوحش النازي. وتقف وراء احياء هذه الذكرى مؤسسة الأمم المتحدة, التي أعلنت يوم 27 الجاري يوما عالميا لاحياء الذكرى. واقترح على بركة و15 نائبا آخر المشاركة فيه. وقد وافق بركة على المشاركة, من منطلق سياسي وانساني, كما قال وأضاف: بصفتي مواطنا فلسطينيا ينتمي الى شعب عانى ويعاني الأمرين من العسف والاضطهاد والمجازر, وأقف مع شعبي بكل قوتي ضد هذه الممارسات ومن أجل تحرره من الاحتلال ومن التشرد, لا أجد أي حرج في التضامن مع ضحايا النازية. ففي ظل الحرب العالمية الثانية التي بادرت اليها النازية المجرمة في أوروبا قتل 50 مليون انسان بطرق وحشية رهيبة. وأنا مثل كل فلسطيني أقف ضد الظلم في كل مكان في العالم. وهذه مناسبة لأوكد فيها هذا الموقف النبيل باسم شعبي النبيل وباسمي شخصيا.

وفي رده على هجمة اليمين قال بركة: هذه ليست المرة الاولى التي اتلقى فيها تهديدات. واذا كان هذا الموقف الانساني المشرف يزعج هؤلاء العنصريين, فهذا يعكس من جهة كم هو موقفي صحيح ومن جهة ثانية يعكس ما هو مدى الانحطاط الاخلاقي لليمين الاسرائيلي, ومستوى العداء والعنصرية التي وصلوا اليها ضد المواطنين العرب. فهم يريدون احتكار العداء للنازية وجرائمها. ويكون مريحا أكثر لهم أن يروا الفلسطينيين والعرب يؤيدون النازية. ولكن هذا بعيد عن أسنانهم. فنحن شعب يتمتع بتقاليد نضالية عريقة. ونضالنا مبدئي ضد الظلم في كل زمان ومكان. بل نحن أقرب من هؤلاء العنصريين الى موقع الكفاح ضد النازية وجرائمها.

وكان قرار النائب بركة, المشاركة في احياء ذكرى المحرقة في معسكر اوشفيتس قد حظي بتغطية اعلامية واسعة من قبل وسائل الاعلام العبرية بشكل خاص. لكن بالمقابل برزت معارضة اعضاء الكنيست من اليمين واليمين المتطرف, الذين حاولوا جر بركة الى الاستفزاز حتى يستطيعوا البرهنة على انه لا يصلح لهذه المهمة الانسانية. وما زالوا يسعون الى افشال مشاركته بمختلف الاساليب.

واما بين المواطنين العرب من فلسطيني ال¯ 48 فقد تضاربت الاراء بين مؤيد ومعارض لقرار النائب بركة, الذي توقع مثل هذا النقاش, حتى داخل التنظيم السياسي الذي ينتمي اليه, الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ويقول واصل طه, رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي, ان بركة يتصرف بهذه الزيارة كمن يغطي عورة قتلة ابناء شعبنا وصانعي نكبتنا.

وأضاف: أنا لا أعارض أن يقوم الفلسطينيون في زيارة أوشفيتس والتضامن مع ضحايا النازية الذين سقطوا فيه. فنحن جزء من الحركة الانسانية المعادية للنازية. ولكن كنت أتفهمه لو أقدم على زيارة كهذه في اطار وفد عربي فلسطيني أو وفد مع قوى السلام اليهودية, ولكن ليس في وفد برلماني رسمي يضم أولئك الذين مارسوا الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني.

ولكن مقابل الاصوات المعارضة والمتحفظة من الزيارة نشرت في نهاية الاسبوع الماضي عدد من المقالات المؤيدة والمباركة للزيارة بينهم الشاعر الفلسطيني المعروف, سميح القاسم, الذي كان قد زار معسكر الابادة النازي بوخنفالد في المانيا قبل اربعين عاما, فكتب مقالا بعنوان على بركة الله يا بركة أكد فيه ان هذه الزيارة هي مظاهرة فلسطينية وطنية تؤكد ان شعبنا وقواه الوطنية تنتمي فعلا الى معسكر الانسانية في مواجهة معسكر الجريمة الذي ينتمي اليه اليمين الاسرائيلي المتطرف. وكتب المحامي جواد بولس, المعروف بدفاعه عن ألوف الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية, ان هذه الزيارة تعبر عن موقف وطني حكيم يبرز الهوية الانسانية للنضال الفلسطيني ويكشف حقيقة الصراع بين قوى الخير والشر في اسرائيل. بركة هو ممثل قوى الخير, الذي ينطلق من جرح شعبه العميق, ليفجر بركانا من الحب للانسانية والعداء للفاشية بكل صورها وانتماءاتها. ورحب عضو الكنيست, احمد طيبي, رئيس الحركة العربية للتغيير ورئيس القائمة العربية البرلمانية بقرار بركة قائلا انه قرار شجاع اتخذه رغم الضغوط الممارسة عليه.

المعارضة والتحفظ من قرار عضو الكنيست بركة, قد تبدو مبررة ومفهومة للبعض, لأن القياس الذي يتم من خلاله, هو الاحتلال الاسرائيلي وصور الجرائم اليومية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني المستمر منذ العام .1967 لذا هناك من يصعب عليه حتى رؤية الصورة الشاملة للجرائم التي ارتكبتها النازية بحق عدد من شعوب العالم بينهم اليهود والغجر والمعوقون وغيرهم, أو تفهم ان ما ارتكب من جرائم في حينه لم يكن موجها ضد اليهود فقط, انما ضد الشعوب الاخرى بينها العرب والمسلمون, لو لم يكن هناك من تمكن من ايقاف جرائم الابادة التي كان ذلك الوحش يريد مواصلتها. لذا في رده على كل التقولات والتشكيك في النوايا اوضح بركة: أن موقفنا التقليدي هو التضامن مع الضحايا أيا كانوا ومن دون انتقائية, وجرائم النازية التي أدت إلى مقتل 50 مليون إنسان في تلك الفترة السوداوية من حياة البشر يجب ان تبقى راسخة في الوعي الإنساني, كي تكون عبرة ودرسا لمقاومة الفاشية والعنصرية في كل مكان وفي كل زمان, علما ان البشر لا يستطيعون تغيير الماضي, بل يستطيعون بناء مستقبل خال من العنصرية وهذا الدرس يجب ان يتعلمه ضحايا النازية, أكثر من غيرهم. ونحن في الحزب الشيوعي نحيي ذكرى النصر على النازية في التاسع من أيار من كل عام, منذ عشرات السنين, لأن هذا متعلقا بموقفنا المبدئي من التصدي للجرائم ضد الإنسانية.

وتابع بركة قائلا, لقد رفضنا دائما الأصوات التي تدعو إلى نفي ما كان, وأحيانا كانت هذه الأصوات تصدر بزعم أنها من منطلق المناصرة لقضية شعبنا الفلسطيني, في حين أن أصواتا كهذه تسبب الضرر لنضال شعبنا الفلسطيني العادل في وجه آلة الحرب الإسرائيلية التي تقمع وتبيد شعبنا على مر السنين, فإن انكار جرائم النازية لا يمكن أن يكون مبررا لدعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة بل بالعكس, فإن العبر من الدرس النازي الرهيب هو تعميق التضامن مع كل الشعوب التي تناضل ضد الاضطهاد والعنصرية بما فيها الشعب الفلسطيني.

وشدد بركة قائلا, لم يكن لدينا في أي يوم من الأيام مشكلة في إحياء ذكرى كل ضحايا النازية بمن فيهم أبناء الديانة اليهودية في أوروبا, في حين أن المشكلة كانت في شكل تعامل الحركة الصهيونية مع تلك الكارثة, إن كان من خلال المتاجرة بها وتسفيهها لمآرب صهيونية. واعلن بركة انه لن يشارك هناك, في أي برنامج يأخذ طابعا خارجا عن احياء الذكرى وتجييرها للخطاب الرسمي الاسرائيلي.
kahlaoui mustapha
Sat, 14 Aug 2010 11:46 EDT
كاتب ألماني كبير يشهر إسلامه بعد حرب طويلة ضد الإسلام والمسلمين
الخميس, 29 يوليو, 2010

"لقد أسلمت..لقد تخلصت من الضياع..لقد أدركت الحقيقة"، هى كلمات رددها الكاتب والصحفى الألمانى الشهير "هنريك برودر" أمام الآلاف من الألمان لتكون بمثابة شهادة حق بأن الاسلام هو دين السماحة وليس دين تعصب

يذكر أن الكاتب الألماني الكبير قد أشهر إسلامه بعد حرب طويلة ضد الإسلام والمسلمين

وصرح هنريك الذى اشتهر بنقده الجارح للإسلام والمسلمين أمام شاشات التليفزيون الألمانى قائلاً: "أنا سعيد الآن لعودتى لفطرتى التى ولدت عليها وهى الإسلام، أنا أصبحت الآن عضوا فى أمة تعدادها 1.3 مليار نسمة معرضين للإهانة بالاستمرار".

وأفاد أحد المواقع الألمانية الشهيرة أن إسلام هنريك جاء بمثابة صفعة على وجوه المثقفين الألمان، وقال أن هذا الإعلان بمثابة صدمة للألمان الذين كانوا يقرأون بشغف إصداراته الصحفية والأدبية ضد الإسلام.
وذكرت صحيفة "فلسطين أون لاين" أن هنريك برودر هو صحافي مخضرم في مجلة دير شبيغل الألمانية ذات الشعبية الكبيرة، وصاحب أكثر الكتب مبيعًا في ألمانيا عام 2007 بعنوان "هاي.. أوروبا تستسلم" وحاصل على جائزة الكتاب الألماني للعام.

ومن أقواله الشهيرة قبل إسلامه: "لا أريد لأوروبا أن تستسلم للمسلمين، عندما يقول وزير العدل الألماني إنه من الممكن أن تكون الشريعة هي أساس القوانين.. فعلى أوروبا السلام؛ فالإسلام أيدلوجية أصبحت مرتبطة بالعداء للحياة العصرية الغربية وأنصح الأوربيين الشباب بالهجرة ، فأوروبا الآن لن تظل كذلك لأكثر من عشرين عامًا .. أوروبا تتحول للإسلام الديموجرافي .. نحن نمارس بشكل غريب نوع من الاسترضاء رداً على أفعال الأصوليين الإسلاميين". وقد صاح الكاتب برودر "61 عامًا" لدى إعلانه اعتناق الإسلام: "هيا اسمعوني فقد أسلمت".

وجاء إعلان إسلامه نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسه لسنين طويلة في مقابلة مع إمام مسجد رضا في نيوكولن، حيث أوضح أنه ارتاح أخيرًا للتخلص من كبت الحقيقة التي كانت تعصف بجوارحه.

وقال معقبًا على سؤال حول تخليه عن دينه بأنه لم يدع دينًا وإنما عاد إلي إسلامه الذي هو دين كل الفطرة التي يولد عليها كل إنسان.

وأدى الكاتب الألماني الشهادة أمام شاهدين وأصبح يدعى بهنري محمد برودر، وقال معقبا علي ذلك بافتخار: "أنا الآن عضو في أمة تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرضين للإهانة باستمرار وتنجم عنهم ردود أفعال علي تلك الإهانات، وأنا سعيد بالعودة إلي بيتي الذي ولدت فيه".

وقد قوبل إسلام هذا الكاتب بترحاب كبير من المسلمين الذين كانوا يجدون فيه متهجما كبيرا علي عقائدهم وتصرفاتهم، وإذا به ينقلب إلي رافض لتلك الجوائز الأدبية التي تمنح

"للمدافعين عن العقلية المعادية للسامية لدي اليهود أنفسهم". رافض لتلك الجوائز الأدبية التي تمنح "للمدافعين عن العقلية المعادية للسامية لدي اليهود أنفسهم
kahlaoui mustapha
Sat, 14 Aug 2010 11:42 EDT
سفير المانيا يكذب على الشباب
المانيا تدين بالمسيحيه وتعد الدوله الوحيده في اوربا بمثابه معقل الكاثوليكيه في العالم الى جانب فرنسا واسبانيا والبرتغال وبقيه دول اوربا عدا انجلترا الانجيليه(البروستانتيه) والبوسنه والبانيا(المسلمه)

فرضت على المانيا المشاركه بجنود في تلك الحروب اللعينه لان في ذاك الوقت كانت السلطه العليا سلطه كنسيه تابعه لبابا روما (يعني غصبن عنها مش بمزاجها)

الالمان اصولهم العرقيه أساساً قبائل الفيكنج والجيرمان تشاركهم في تلك الاصول بعض الاعراق الفرنسيه وكانوا قديماً بمثابه شوكه قاسيه في ظهر الامبراطوريه الرومانيه

طبيعة الشعب الالماني تختلف عن طبيعة بقية شعوب العالم فهم عنصريون لابعد مدي ولا يتقبلون الجنسيات الاخري بينهم أيضاً مؤمنون بعقيدة الجنس الآري المتطور

القانون الدولي يفرض على دول العالم أجمع تقبل وجود أقليات من كل دول العالم في كل دوله ولا يحق لأي دولة ان كانت, أن ترفض ...ومن هنا نجد أن الألمان الشعب الوحيد المقيد لتلك الفريضه ولايسمح لوجود أي أجانب ببلده إلا في اضيق نطاق

وضعية المسلمون في أوربا جيده ولله الحمد ووخدين حقوقنا وزياده عدا المانيا فالشعب الالماني و حكومته أيضا يرفضون وجود المسلمين بينهم وده مرجعه لسببين

الاول عنصريتهم اللى بالفطره وتعصبهم

التاني إن الأتراك هناك سيييء السمعه جداً ومشهورين بالسرقه وده انعكسه بدوره على نظرتهم لينا من حيث العموم

ملحوظه: سبب وجود الأتراك في المانيا رغم عنصريتها هو تحالفهم معهم إبان الحرب العالميه الاولي كحليف قوي إلى جانب إيطاليا

تحياتي
kahlaoui mustapha
Sat, 14 Aug 2010 11:38 EDT
Nun ist der Bart aber ab!
Das Mass ist voll
das geht mir aber denn doch über die Hutschnur

بلغ السيل الزبى
kahlaoui mustapha
Sat, 14 Aug 2010 11:35 EDT
Ambassade d'Allemagne en tuniosie
بسم الله الرحمان الرحيم
انت عميل بصفحتك هذه
يا قواد
ردها ان استطعت
teacher
Sat, 14 Aug 2010 09:39 EDT
غريب
يا أخي أنا لست محاميا ولا مدافعا أنا مجرد انسان لديه خبرة ومعرفة بقانون الهجرة في ألمانيا بكل تفاصيلها ، يا أخي حاول أن تفهم القانون الألماني واضح السفارة لا يمكن لها أن تقدم تبريراً أو سببا لرفضها منح تأشيرة دخول ، إدا أردت معرفة السبب عليك برفع دعوة أمام المحكمة الادارية في برلين مع تقديم كل التفاصيل عن طلب التأشيرة كتابيا فإذا أقرت المحكمة ذلك تبرر لك السفارة رفضها أما وأنك تسرد ايات من كتاب الله وأنت تهاجم وتسب وتشتم فما أنزل الله بهذا من سلطان فكف اذي لسانك عن الناس وإن كانوا غير مسلمين زد على ذلك هذا الموقع غير رسمي يا أخي هذا مجرد موقع لتحصيل بعض المعلومات وأخد الخبرة من من لهم تجربة في ألمانيا ليس لديه أي علاقة لا بالسفير ولا بالسفارة من قريب أو بعيد ، فما دخلنا نحن حتى تزعجنا بما تكتب ، يا أخي تكتب قصص تحتل بها كل الصفحات دون فائدة وتحجب اسئلة غيرك أهذا ما علمنا ديننا الحنيف ؟ يا أخي هذا الموقع للفائدة فقط فنرجو منك أن تحترم غيرك من يبحثون عن معلومة مهمة وليس ذنبنا إن لم ينل ابنك تأشيرة كما أنك مصر علي جهلك بالقانون الألماني وتريد أن تصير الامور كما تحب أنت وترضى هذا غير معقول سلام
teacher
Sat, 14 Aug 2010 09:35 EDT
غريب
يا أخي أنا لست محاميا ولا مدافعا أنا مجرد انسان لديه خبرة ومعرفة بقانون الهجرة في ألمانيا بكل تفاصيلها ، يا أخي حاول أن تفهم القانون الألماني واضح السفارة لا يمكن لها أن تقدم تبريراً أو سببا لرفضها منح تأشيرة دخول ، إدا أردت معرفة السبب عليك برفع دعوة أمام المحكمة الادارية في برلين مع تقديم كل التفاصيل عن طلب التأشيرة كتابيا فإذا أقرت المحكمة ذلك تبرر لك السفارة رفضها أما وأنك تسرد ايات من كتاب الله وأنت تهاجم وتسب وتشتم فما أنزل الله بهذا من سلطان فكف اذي لسانك عن الناس وإن كانوا غير مسلمين زد على ذلك هذا الموقع غير رسمي يا أخي هذا مجرد موقع لتحصيل بعض المعلومات وأخد الخبرة من من لهم تجربة في ألمانيا ليس لديه أي علاقة لا بالسفير ولا بالسفارة من قريب أو بعيد ، فما دخلنا نحن حتى تزعجنا بما تكتب ، يا أخي تكتب قصص تحتل بها كل الصفحات دون فائدة وتحجب اسئلة غيرك أهذا ما علمنا ديننا الحنيف ؟ يا أخي هذا الموقع للفائدة فقط فنرجو منك أن تحترم غيرك من يبحثون عن معلومة مهمة وليس ذنبنا إن لم ينل ابنك تأشيرة كما أنك مصر علي جهلك بالقانون الألماني وتريد أن تصير الامور كما تحب أنت وترضى هذا غير معقول سلام

Écrivez un commentaire ici

Nous vous invitons à partager vos expériences avec l'Ambassade de Allemagne — obtenant des visas et d'autres services, localisant le bâtiment, etc.

Votre nom
Titre
Votre message
Limité à 2000 caractères
 

Ce site web n'est pas fourni par la l'Ambassade et vos commentaires ne pourraient pas être vus par son personnel. Veuillez noter que ce n'est pas un forum pour la large discussion au sujet de la politique extérieure du Allemagne, et de telles matières seront supprimées.